الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأخذ من جوانب اللحية غير المتساوية

السؤال

أنا أبلغ من العمر 14عامًا، ولديّ شعر كثيف على جهة، وخفيف في الجهة الأخرى، فماذا أفعل؟ هل أقوم بحلقها أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا عليك ألا تفعل شيئًا، واترك الأمر على حاله، فإن ما ذكرت أمر كثير الوقوع في مبدأ نبات اللحية، فإذا تقدمت بك السن، وبقي الأمر على حاله، فيمكن أن تعالج الجانب الخفيف، بما يزيد كثافة الشعر فيه، قال الشيخ ابن عثيمين - كما في مجموع فتاويه ورسائله 17 / 33 -: كثير من الشباب الذين هم في ابتداء نبات لحاهم، لا تنبت اللحية مستوية جميعًا، فهذا ينتظر.

أما إذا كان عيبًا، بحيث نعلم ونيأس أنه لن ينبت بنفسه، فلا حرج أن يعالج ذلك حتى يخرج الباقي، لا سيما إن كانت مشوَّهة، أما إذا كانت غير مشوهة، فالأفضل ألا يعالجها بشيء؛ لتنبت نباتًا طبيعيًّا. اهـ.

ويستثنى من ذلك إذا بقي الأمر على حاله، ولم يمكن معالجته، وكان المظهر فيه تشوه واضح ومؤذٍ؛ فعندئذ لو أخذ صاحبه من الجانب الكثيف ما يزيل به التشوه الظاهر، بحيث يكون الشعر على الجانبين متقاربًا، فلا نرى عليه حرجًا في ذلك، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين - كما في فتاوى نور على الدرب - هذا السؤال: شعر لحيتي في الجزء الأيمن أكثر من الجزء الأيسر، فهل عليّ إثم إذا قمت بتسويتها حتى تتساوى مع الجهة الأخرى، أرجو الإفادة؟

فقال الشيخ: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خالفوا المجوس، فأعفوا اللحى، وأحفوا الشوارب». وفي رواية أخرى: «أعفوا اللحى». وكل هذا لا يدل على أنه لا يجوز للإنسان أن يحلق شيئًا من لحيته، وظاهر الحديث العموم، فيشمل حتى هذه الحال التي ذكرها السائل، اللهم إلا أن يكون ذلك مشوهًا لوجهه كثيرًا، فهذا ربما ينظر فيه، وأما مجرد أنه فوّت الجمال؛ فإن هذا لا يبيح له أن يأخذ شيئًا من لحيته، وهو إذا اتقى الله سبحانه وتعالى، وفعل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، فسيجعل الله له فرجًا ومخرجًا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني