الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من صلى في غرفة قياس الملابس في مركز تجاري دون إذن

السؤال

أنا مقيم في دولة أوروبية، يصعب عليّ أحيانا إيجاد مكان للصلاة حين أكون خارج المنزل.
كنت ذات يوم أنا وصديق لي قرب مركز تجاري، ودخل وقت صلاة الظهر ونحن على وضوء، فدخلنا لمحل لبيع الملابس وأخذ كل واحد منا قطعة من اللباس المعروض، واتجهنا لحجرات قياس الملابس (وكان الناس ينتظرون أدوارهم لدخولها؛ نظرا لكبر المحل ونقص عدد الحجرات المخصصة لهذا) وما إن وصلنا الدور حتى دخل كل واحد منا وأدّى صلاته داخلها، ثم خرجنا وأعدنا القطع التي أخذناها للمحل وخرجنا.
المعلوم أن نيتنا تأدية الصلاة في وقتها، ولكنني أحسست فيما بعد أننا تحايلنا على صاحب المحل في هذا، وأننا أضعنا له وقتا كان من الممكن أن يستغله أحد الحرفاء الفعليين لقياس اللباس الذي سيشتريه، خاصة وأنه من المستبعد جدا أن يقبل صاحب المحل بتأدية الصلاة داخل محله إن استأذناه في ذلك.
الحجرات المذكورة نظيفة وواسعة. لم يكن لنا بديل، وبادئ الأمر فرحت جدا بهذه الفكرة، وعزمت على تكرارها كلما وجدت نفسي بعيدا عن المنزل والمساجد وقت الصلاة، ولكن ترددت بعدها للسبب المذكور.
فما رأي فضيلتكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يثبتنا وإياك، ويزيدنا وإياك حرصا على أداء الفرائض في أوقاتها.

وبخصوص صلاتك أنت وزميلك في هذا المكان فهي صحيحة -إن شاء الله تعالى- ، وانظر الفتوى: 163893.

لكن ننصحك أن لا تعود إلى هذا الفعل مستقبلا، نظرا لأن هناك من أهل العلم من يرى حرمته، بل إن منهم من يبطل الصلاة في محل الغير بغير إذنه، كما في الفتوى التي احلناك عليها.

هذا فضلا عما في ذلك من التحايل على أصحاب هذه المحلات، وهو ما قد يعرضك -إن قدر أن يطلعوا على فعلك- لمشاكل أنت في غنى عنها، خاصة وأن الكثير من هذه المراكز التجارية أغلبها مراقب بالكاميرات، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ, قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟! قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.

وقد أجاز بعض أهل العلم جمع التقديم أو التأخير للمشتركتين عند الحاجة، فيمكنك الجمع إن عرضت لك حاجة.

وانظر الفتويين: 259147، 60475.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني