الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع المصافحة خوف العدوى

السؤال

مع انتشار الأمراض والأوبئة: هل يجوز منع السلام باليد (المصافحة) للحفاظ على الصحة العامة. من مبدأ: لا ضرر ولا ضرار.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المصافحة ليست أمرا واجبا؛ بحيث لو تركها المرء أثم، لكنها فضيلة مرغب فيها، نعني مصافحة الرجل للرجل، ومصافحة المرأة للمرأة، ومصافحة الرجل لمحرمه، فهي مما رغَّب فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ففي الحديث: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه. وصححه الأرناؤوط والألباني.
وفي الحديث: أنه جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله؛ أحدنا يلقى صديقه أينحني له؟ قال: لا. قال: فيلتزمه ويقبله؟ قال: لا. قال: فيصافحه. قال: نعم. رواه أحمد والترمذي من حديث أنس -رضي الله عنه-، وحسنه الألباني.

فلا ينبغي تركها في الحالة العادية؛ لما فيها من الخير، لكن إن كان يخشى منها أذى، أو انتقال مرض من أحد المتصافحين؛ فإنها تجتنب؛ لأنه يتعين على المسلم الحذر مما يضره؛ لما في الحديث: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ، ولما في الحديث: لا يوردن ممرض على مصحح. رواه البخاري.

فالواجبات تترك لخوف الضرر، أو التعرض للأذى تقديما لمصلحة حفظ النفس، فما بالك بغيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني