الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة غير مطالبة شرعا بالعمل والكسب والإنفاق على البيت

السؤال

أنا زوجة أعمل لأعين زوجي على متطلبات الحياة. وبعد العمل قصرت في بعض متطلبات الأسرة، فبدأت المشاكل، وأخذ يعايرني، ويتهمني بالإهمال والتقصير. وأنا بشر، لي طاقة، فأنا أعمل بالمنزل، وخارج المنزل، وخارت قواي، وضعف جسدي.
هل أنا مطالبة بكل الأعمال، حتى شراء طلبات البيت من السوق والمحلات؟ أم له أن يساعدني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على التعاون مع زوجك، وإعانته في متطلبات الحياة، فينبغي أن يحفظ لك ذلك، ويكون - في المقابل - معينا لك في شؤون البيت، لا أن يكون متنقصا لك، ومتهما لك بالتقصير، فهذا يتنافى مع المعاشرة بالمعروف، ونرجو مراجعة الفتوى: 134877.

ولست مطالبة شرعا بالخروج للعمل والكسب والإنفاق على البيت، وكذلك الحال بالنسبة لشراء احتياجات البيت، فذلك كله مُطالَب به زوجك، وهو واجب عليه، والذي يلزمك القيام على شؤون البيت ورعاية الأولاد؛ فقد قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل ذلك بين علي وفاطمة -رضي الله عنهما- كما سبق وأن بينا بالفتوى: 13158 .

ونؤكد في الختام على أن الحياة الزوجية ينبغي أن تقوم على التكامل بين الزوجين، والتفاهم بينهما، وأن لا يجعلا للشيطان مدخلا للإفساد بينهما، فهذا شأنه كما ثبت بذلك في السنة النبوية، فقد روى مسلم عن جابر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. وهو مترجم عليه: باب: تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني