الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإنفاق على الأخ بين الوجوب وعدمه

السؤال

أرجو أن يتسع صدركم لسماع مشكلتي, لديَّ أخ تزوج، وأنا أخته الوحيدة، وهو لا يعمل، بينما زوجته تعمل، وهي التي تنفق على البيت في جميع متطلباته. والآن وبعد أن قام بإنجاب اثنين من الأولاد أصبح مرتب زوجته لا يكفي, وأصبح يطلب مني المساعدة في مصاريف بيته؛ رغم أنني أسكن بمفردي، وأهلي ليسوا على قيد الحياة، إضافة إلى أن الراتب ليس كبيرا، ويكاد يكفي لطلباتي ومعيشتي.
السؤال: هل يجوز أن أرفض مساعدته؟ علما بأن طلبه يثقلني بالمزيد من الأعباء والمسئوليات. وخاصة بعد أن صار يفتعل العديد من المشكلات معي عندما لا يتوفر معي ما يريده من المبلغ المطلوب.
فأرجو توضيح رأي الشرع إذا قمت برفض مساعدته، وخاصة أنني فتاة، وأعيش بمفردي، وهو لا يبحث عن عمل إلا من خلال الإنترنت فقط.
وجزاكم الله كل خير على ذلك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان أخوك محتاجاً للنفقة، وكان عندك ما يزيد على حاجتك؛ فالراجح عندنا أنّه يجب عليك أن تنفقي عليه بالمعروف، وراجعي الفتوى: 44020.

أمّا إذا كان كسبك يكفي لحاجتك، ولا يفضل منه شيء؛ فلا يجب عليك الإنفاق على أخيك.

قال ابن قدامة –رحمه الله في المغني: ويشترط لوجوب الإنفاق ثلاثة شروط : أحدها : أن يكونوا فقراء لا مال لهم ولا كسب يستغنون به عن إنفاق غيرهم، فإن كانوا موسرين بمال أو كسب يستغنون به فلا نفقة لهم.
الثاني : أن تكون لمن تجب عليه النفقة ما ينفق عليهم فاضلا عن نفقة نفسه إما من ماله وإما من كسبه، فأما من لا يفضل عنه شيء فليس عليه شيء... انتهى.

وكذلك لا يجب عليك الإنفاق على أخيك إذا كان قادراً على الكسب، قال المرداوي -رحمه الله- في الإنصاف: القدرة على الكسب بالحرفة تمنع وجوب نفقته على أقاربه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني