الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الحائل المؤثر على صحة الطهارة؟ وهل منه العرق المتجمد والدهن؟

السؤال

لقد علمت من قريب أن الأوساخ التي في الجسد قد تكون حائلًا يمنع وصول الماء، ورقبتي سمراء اللون؛ بسبب الأوساخ التي عليها، ولا تزول هذه الأوساخ إلا بالفرك، أو بوضع الغسولات والمقشرات عليها.
وإذا تعرقت ومسحت رقبتي بمنديل، فقد يخرج فيه بعض الوسخ، فهل هذا الاسمرار، وهذه الأوساخ، تعد حائلًا يمنع صحة الاغتسال؟
وسؤالي الآخر هو: أنا أضع على شعري الدهن؛ لأن شعري خشن، ولا بدّ لي من وضع الدهن عليه، وقد انتبهت متأخرًا إلى أني عندما أحكّ شعري، يخرج بعض الدهن من فروة رأسي، فهل يعد هذا الدهن مانعًا عند الاغتسال؟ مع العلم أني أفرك رأسي بقوة عند الاغتسال، وأغسله بالصابون، ولكني أخاف أن أكون في إحدى المرات لم أنتبه لهذا الدهن، فماذا عليّ أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أن الحائل الذي يؤثر على صحة الطهارة، هو الحائل الملموس، الذي يمنع وصول الماء إلى البشرة، قال الدسوقي المالكي في حاشيته: والمراد بالوسخ المتجسد: الحائل الذي يطلب إزالته في الوضوء، كطين مثلًا. أما الوسخ غير الحائل، فلا يطلب إزالته في الوضوء. اهـ.

وبناء عليه؛ فإذا كان الوسخ الذي تقصدينه مجرد لون على الجسد, وليس ملموسًا؛ فإن الغسل يجزئ مع وجوده، كما أن العرق المتجمد على الجسم، لا يعد حائلًا، كما تقدم في الفتوى: 130251.

وبخصوص الدهن الموجود على الشعر, فإن كان متجسدًا يمنع وصول الماء إلى الشعر, فلا بدّ من إزالته.

وإن كان مجرد لون فقط، ولا جرم له، فيجزئ الغسل مع وجوده، وانظري الفتوى: 24287.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني