الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل في الإبلاغ عن أذى كلب الجيران إساءة للجوار؟

السؤال

لدينا جيران لديهم كلب، ونحن نسكن في مجمع سكني له حديقة مشتركة، وكان كلبهم يقضي حاجته في الحديقة، ويتبول على الممرات بالمجمع، فتحدثت مع جارتي، وقلت لها: إن هذا لا يجوز، وهذه قذارة، ولدينا أطفال، فأجابتني أن هذا من حقّهم، فطلبت منها إزالة قاذوراته؛ فأجابتني بأن هذا عمل الحارس، وبعد شهرين أصبح المكان قذرًا، ورائحته نتنة، وأصبح الكلب يهاجم أطفالي، وقام ذات مرة بشقّ فستان ابنتي، ولم يقوموا بالاعتذار، فقمت بشكواهم إلى مكتب المجمع السكني، وتفاجأ المكتب بوجود الكلب؛ فطلب منهم الخروج من السكن، أو إخراج الكلب، فقاموا بإخراج الكلب.
لم أكن أريد أن يصل الموضوع إلى هذا الحدّ، فهل أنا مخطئة في حق الجيران، وأني تسببت لهم بأذى؟ مع العلم أنهم يحاولون بشتى الطرق إزعاجنا وإيذاءنا، ونحن لا نرد على إساءتهم؛ لأنهم جيران، فهل أخطأت في حقّهم؟ فأنا أشعر بتأنيب الضمير كلما سمعت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في حق الجار، فأرجو إفادتي لعلي أريح قلبي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك، وأن يزيدك حرصًا على البُعد عن مخالفة الشرع.

وليس فيما ذكرته أي موجب لتأنيب الضمير، بل أنت محسنة من جهة دفع الضرر عن نفسك، وأولادك.

ومن جهة أخرى، وهي: إعانتك على زوال المنكر -وهو اقتناء جيرانك الكلاب دون حاجة-، وراجعي الفتوى: 23541.

ولا يعني ما قمت به أن تقطعي الصلة بجيرانك، بل صليهم بما استطعت من إهداء، وخدمة، وقضاء حوائج، وقول حسن، وزيارة، وغير ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني