الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصايا لمن قاطعها أهلها وأهانوها لتجنبها مصافحة الأجانب

السؤال

أنا بنت من مصر، التزمت منذ فترة بفضل الله، ورفضت المصافحة على الرجال وكانت الكارثة! لا أحد يعترف أنها حرام! لا أحد يرفضها إطلاقاً حتى ما يُسمَّونهم مشايخ، زوجاتهم تفعل ذلك بدون حرج.
أهلي يُهينوني، وصل بي الحال إلى رهاب اجتماعي، وفقدان الثقة بالنفس. عيروني بعيوبي، وقاطعوني كل ذلك لأجل المصافحة! نعم والله إنها تعتبر كارثة عندنا، لم يسمع أحد من قبل هنا أن هناك من رفضت المصافحة، لا أختلط بهم؛ فهم يؤثرون عليّ نفسياً وأتعب من كلامهم.
ماذا أفعل للثبات؟ سيصل الأمر إلى مقاطعة الدراسة. هل عدم اختلاطي بهم عقوق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي هداك ووفقك، ونسأل الله لنا ولك العون الاستقامة.

واعلمي أن الثبات على الدين والتمسك بتعاليمه في زمن الغربة، من أعظم ما يحمد عليه العبد، ويستحق به المثوبة من الله تعالى. فنوصيك بالثبات والاستقامة، وعدم التنازل عما ترينه من دين الله تعالى، وتعلمين أنه حكمه سبحانه، وعليك بإدامة الدعاء والتضرع إلى الله أن يثبتك على الحق.

وعليك أن تتلطفي في خطاب المعارضين لك، وتريهم كلام أهل العلم في المسألة محل النزاع، وتطلعيهم على الفتاوى الكثيرة في هذا الباب، ولا تخجلي من تمسكك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تسمحي لأحد أن يسبك أو يسيء إليك.

ولا نرى لك أن تتركي الدراسة، أو تدعي ما تقومين به من المهام، بل استمري في حياتك بصورة عادية غير مكترثة بهؤلاء الطاعنين عليك، وبمرور الوقت سيتعودون، وربما يهتدي بك أخريات، فيسلكن سبيلك -إن شاء الله- والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم.

وأما من لا ينتهي عن الأذية والإساءة، فلا حرج عليك في هجره ما دامت خلطته تجلب لك المضرة.

وفقك الله، وأعانك على أمر دينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني