الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف توزّع نفقة الأولاد على الوالدين؟

السؤال

عمري 47 سنة، وطبيعة عملي مؤقت بالسنة، وآخذ راتبًا؛ حتى لا أكون عالة على إخوتي أو أهلي، وأعيش مع والدي المسنين، وأصرف على والدي وما يحتاج المنزل من لوازم وغيرها عن طيب خاطري؛ حتى أصبحت لا أملك من المال إلا الشيء البسيط، ووالدي يعمل براتب بسيط، وأخي عمره 42 سنة يعمل، وراتبه أكثر بكثير من راتبي، وهو ميسور، ولكنه لا يشارك إلا بالشيء البسيط وفق مزاجه، وهذا الوضع خلق في البيت شيئًا من المشاكل، والتوتر الشديد بيني وبينه، علمًا أن والدتي تشفق عليه، فماذا عليّ أن فعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان راتب والدك لا يكفي لنفقته ونفقة أمّك؛ فالواجب عليك وعلى أخيك أن تنفقا عليهما بالمعروف.

والراجح عندنا أن النفقة توزع على قدر يسار الأولاد، كما هو الراجح عند المالكية، جاء في البهجة في شرح التحفة: إذا حكم بها عليهم، فإنها توزع عليهم --ذكورًا كانوا أو إناثًا، صغارًا أو كبارًا- على قدر يسارهم، على الراجح، لا على الرؤوس، ولا على قدر الإرث. انتهى. وانظري الفتوى: 20338.

وعليه؛ فإذا كان أخوك أيسر منك؛ فعليه من النفقة قدر أكبر من الذي عليك.

فبيّني ذلك لأخيك، وأطلعيه على كلام أهل العلم في هذه المسألة.

وإذا لم يستجب؛ فعليك أن تنفقي على والديك بالمعروف ما دمت قادرة على ذلك من غير ضرر يلحقك.

واحتسبي الأجر عند الله في إحسانك إلى والديك في النفقة، وغيرها.

وأبشري ببركة هذا العمل في الدنيا والآخرة؛ فإنّ الإحسان إلى الوالدين من أعظم أسباب رضوان الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني