الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

تعرضت في السابق لعدة أحداث في حياتي، كالانتقال المتكرر من بلد إلى بلد، ووفاة والدي- رحمة الله عليه-، ومشاكل كثيرة مع خطيبتي السابقة، أدّت إلى الانفصال، ومعاصرة الحروب في العراق خلال 17 سنة، وتشتت العائلة، وظروف العمل الصعبة التي أدّت إلى تحجر وقساوة قلبي.
أنا متزوج الآن، ولي طفلان، وزوجتي حامل بالطفل الثالث -أتمّ الله حمله ووضعه على خير-، وأحبّ أطفالي كثيرًا، ولا توجد خلافات تذكر بيني وبين زوجتي، إلا خلافات المنزل العادية، ونعيش بهدوء.
مشكلتي أنني أشعر أن قلبي مفقود، فعندما أعود من العمل وأجد أطفالي يركضون إلي ليحتضنوني، أفرح فرحًا عقليًّا، ولكن قلبي لا يتحرك، ولم أعد أتأثر بالأخبار السيئة أو المفرحة.
اعتاد قلبي سابقًا أن يقفز فرحًا وشوقًا عند محادثة أو مقابلة خطيبتي السابقة قبل عشر سنوات، واليوم هو ميت سريريًّا، لا يهتزّ لشيء.
اعتدت الضحك كثيرًا في طفولتي، وشبابي، ولم أكن أستطيع التوقف عن الضحك؛ حتى لو أردت ذلك، واليوم كل من يراني يسألني عن سبب عبوسي، وأنا غير مدرك بأنني عابس.
أفتقد هذه المشاعر كثيرًا، وأتمنى أن أعود كما كنت، وأن يقفز قلبي لرؤية أطفالي، وزوجتي، وأن أتأثر بمحيطي.
أصلي الفرائض -ولله الحمد-، ولكني مقصّر في صلاة الفجر، فأصليها عندما أستيقظ، ولا أقرأ القرآن إلا نادرًا، ولكنني أستمع له، ولم أقرب الكحول أو المخدرات يومًا، وقد دخنت 8 سنوات تقريبًا، وأقلعت عنه منذ 14 عامًا، فهل ما أنا فيه بسبب ضغوط الحياة، وما تعرضت له من أحداث سابقًا، أم إنه بسبب تقصيري في عباداتي؟ وهل هنالك أمل أن أعود كما كنت محبًّا مرحًا؟ جزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو أن تحافظ على فرائضك، بما في ذلك صلاة الفجر، وأن تأخذ بالأسباب المعينة على الاستيقاظ للصلاة، وانظر الفتوى: 119406.

وعليك أن تأخذ بأسباب حياة القلب من عيادة المرضى، واتباع الجنائز، والتفكّر في الموت، وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام، والتفكّر في أسماء الرب تعالى وصفاته، وصحبة أهل الخير الذين تحيي صحبتهم القلوب.

وأكثر من قراءة القرآن بتدبّر وتفكّر؛ فإن ذلك من أعظم أسباب حياة القلب، ويقظته من غفلته، واجتهد في الدعاء بأن يصلح الله قلبك، ويجعله على ما تحب؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلّبها كيف يشاء.

ويمكنك مراجعة مختص نفسي بشأن ما ذكرت لمزيد الفائدة.

كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني