الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقديم صاحب المخبز أحد الأشخاص بسبب كون ابنته تعمل تحت إدارته

السؤال

أبي عندما يذهب لشراء الخبز من المخبز، يعرض عليه صاحب المخبز الدخول ليأخذ الخبز بنفسه؛ وذلك لأن بنت صاحب المخبز صاحب تعمل معلمة، وأبي صاحب منصب في المؤسسة التعليمية، وعندما يريد أي شيء من أبي في العمل بخصوص ابنته، يعمله لهم، ويعمله لأي أحد يطلبه منه؛ للتيسير على الناس، والسعي في مساعدتهم، ويقول: إن هذا لوجه الله.
وهذا المخبز يكون عليه ازدحام وطابور في بعض الأحيان، وصاحب المخبز يدخل أبي ليأخذ بنفسه حتى لا يقف في الطابور، ولكني كنت أتضايق من هذا الأمر، فقلت له: لا تذهب، وأنا سأذهب وأقف في الطابور؛ حتى لا يشعر الآخرون بالظلم، وأخذ حقوقهم، وما زلت على ذلك، ولم يكن عندنا اليوم سوى رغيف خبز واحد، وكان هناك ازدحام شديد، فرجعت خشية العدوى بسبب المرض المنتشر (الكورونا)، والناس لا تحافظ على بُعد المسافة، أو أي شيء من هذا القبيل، فلما عرف أبي بذلك، أخذ مني البطاقة، وذهب هو ليشتري الخبز، وقلت له: إن هناك ازدحامًا، ولا يجب أن تذهب وتدخل أمامهم؛ لأن هذا سيشعرهم بالظلم، وأخذ حقوقهم، ولكنه يقول: إن صاحب المخبز هو الذي يطلب منه الدخول، وإنه ليس عليه ذنب، فقلت له: إن هذا من حقوق العباد، وإنهم سيختصمون معه، ومع صاحب المخبز يوم القيامة، وأشعر بضيق شديد من هذا الأمر، فما الحكم في أبي، وفي صاحب المخبز، وفيّ، وفي الناس الذين يقفون في الطابور؟ جزاكم الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ما يصنعه والدك من تجاوز للدور، هو اعتداء على حقوق من سبقه، وهو ظالم لهم بفعله هذا.

وإذن صاحب المخبز لا قيمة له؛ لأنه إذن ممن لا يملك الحق، وهو شريك لوالدك في الإثم، وراجع في هذا الفتاوى: 311944، 59888، 371824.

فضلًا عن أن تقديم صاحب المخبز لوالدك؛ من أجل أن يحابي ابنته بحكم منصبه، قد يكون من قبيل الرشوة المحرمة.

وأما أنت: فإذا نصحت أباك، وأنكرت عليه؛ فقد أدّيت ما عليك، ولا يلزمك شيء وراء ذلك، ولا إثم عليك فيما يصنعه والدك، وراجع للفائدة الفتوى: 134356.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني