الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بطول القامة بعد مرحلة النمو

السؤال

أود أن أشكركم على جهودكم الطيبة في هذا الموقع.
أنا شاب من صغري أحب الطول، وعمري الآن 25 سنة، وطولي الحالي 169 سم، وأنا أدعو الله تعالى منذ ثلاث سنوات أن يرزقني زيادة في طولي في كل الصلوات، وقيام الليل أيضًا؛ حتى أصبح دعائي بهذا الأمر يشكل لي حافزًا لقيام الليل؛ لكي أدعو الله سبحانه وتعالى.
أنا أعلم أن نمو الطول عند الذكور يتوقف بعد سن العشرين، ولكني دائم الأمل في نفسي بأن الله على كل شيء قدير، وكلما أفكر بالأمر، وأقول لنفسي: إن الأمر انتهى، وسأتوقف عن الدعاء أرجع بعد يوم واحد فقط؛ لكي أدعو الله بنفس الشيء؛ يقينًا بالله تعالى أنه سيستجيب لي، مع الأخذ بالأسباب، ولعب الرياضة، وعمل تمارين الاستطالة للجسم عن طريق الرياضة أيضًا، فهل يجوز الدعاء في هذه الحالة، أم لا؟ ليتكم تساعدوني في هذا الموضوع، وشكرًا لجهودكم الطيبة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله ان يوفقك، وأن يجعل همّتك فيما ينفعك في دِينك، ودنياك.

وأما الدعاء بإطالة القامة: فإن كان بعد مرحلة النمو -كما في حالتك-، فهو دعاء غير مشروع، وهو من الاعتداء في الدعاء؛ لأنه سؤال لأمر مستحيل في العادة، قال ابن تيمية: وقوله تعالى: {إنه لا يحب المعتدين} قيل: المراد أنه لا يحب المعتدين في الدعاء؛ كالذي يسأل ما لا يليق به من منازل الأنبياء، وغير ذلك. وقد روى أبو داود في سننه عن {عبد الله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: يا بني، سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور، والدعاء}.

وعلى هذا؛ فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات. وتارة يسأل ما لا يفعله الله، مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب، ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولدًا من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله. اهـ.

وراجع في هذا الفتاوى: 209851، 184181، 341338.

فارضَ بما قسم الله لك، واشتغل بشكر نعم الله عليك، والتي لا تملك إحصاءها، واصرف همّتك إلى ما ينفعك في معاشك، ومعادك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني