الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحاديث حول إرادة الله الخير بالعبد بتعجيل عقوبة الذنب في الدنيا

السؤال

بارك الله فيكم على ما تقدمونه.
عندي أسئلة، أرجو أن تجيبوني عليها، ولكم جزيل الشكر.
هل هنالك حديث أن رجلا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه نظر إلى امرأة، فضرب رأسه بجدار، فقال له إنها عقوبة نظرك؟
إذا اغتسلت للجنابة وتوضأت، ونسيت قدمي. هل غسلي صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنعم، هناك أحديث عدة وردت في هذا المعنى، وبعضها ثابت صحيح الإسناد.

فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية، فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها، فقالت المرأة: مه، فإن الله عز وجل قد ذهب بالشرك -وقال عفان مرة: ذهب بالجاهلية- وجاءنا بالإسلام. فولى الرجل، فأصاب وجهه الحائط، فشجه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: أنت عبد أراد الله بك خيرا. إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه، وإذا أراد بعبد شرا أمسك عليه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة كأنه عير. وأخرجه ابن حبان في صحيحه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان بلفظ: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووجهه يسيل دما، فقال: يا رسول الله؛ إني مررت فنظرت إلى امرأة، فأتبعتها بصري، فضرب وجهي الجدار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيرا عجل عقوبة ذنبه، وإذا أراد بعبد شرا أخر عقوبته حتى يوافي يوم القيامة كأنه عير.

وعير: جبل بالمدينة.

- وعن عمار بن ياسر: أن رجلا مرت به امرأة فأحدق بصره إليها، فمر بجدار فمرس وجهه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه يسيل دما، فقال: يا رسول الله؛ إني فعلت كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيرا عجل عقوبة ذنبه في الدنيا، وإذا أراد به غير ذلك أمهل عليه بذنوبه حتى يوافى بها يوم القيامة، كأنه عير.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني، وإسناده جيد. اهـ.

- وعن أبي تميمة الهجيمي قال: بينا أنا في حائط من حيطان المدينة إذ بصرت بامرأة، فلم يكن لي هم غيرها حتى جازتني، ثم أتبعتها بصري، حتى حاذيت الحائط، فالتفت فأصاب وجهي وأدماني، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: هلكت. فقال: «وما ذاك يا أبا تميمة؟» فأخبرته، فقال: «إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه في الدنيا، وربنا تبارك وتعالى أكرم من أن يعاقب بذنب مرتين» أخرجه الطبراني الأوسط.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: وفيه هشام بن لاحق: ترك أحمد حديثه، وضعفه ابن حبان، وقال الذهبي: قواه النسائي. اهـ.

ونعتذر عن إجابة سؤالك الآخر؛ لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني