الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاقتراض من البنك لإتمام الزواج

السؤال

أنا مقبل على الزواج، ومعي شقة اشتريتها بالأقساط، وهي نصف تشطيب، وإذا أردت تشطيبها فلا يمكنني ذلك إلا بعد فترة طويلة لا تقلّ عن السنة، وأنا قد كبرت في السن؛ لذلك بدأت أبحث عن حلول، فوجدت من يقول لي: خذ قرضًا من البنك، وهو حلال في حالتي هذه، لأنه لا يمكنني توفير المبلغ لتشطيبها، وخصوصًا أني أدفع أقساطها، ولكن نفسي تحدثني أن القروض حرّمها الله؛ لأنها ربا واضح، وتحدثني أيضًا أنني مضطر لها، فلا يمكنني في هذه الفترة أخذ قرض من الأصدقاء أو الأقارب، ولا يمكنني أيضًا عمل جمعيات، فليس أمامي في حالتي هذه إلا أخذ القرض للزواج، أو الانتظار ما لا يقلّ عن سنة أو سنة ونصف؛ حتى يمكنني البدء في تشطيبها وتجهيزها.
وأريد أن أخبركم أيضًا أنني بمجرد أن سألت عن القرض مجرد سؤال وجدت تسهيلات كثيرة جدًّا فيه، وجاءت الاتصالات بأخذ القرض بتسهيلات كثيرة جدًّا؛ لدرجة أنني شعرت أنها علامة لأخذ قرض، فأنا أدعو الله كثيرًا هذه الفترة أن يدبّر الأمر من عنده، ولكني أيضًا أقول: لربما تكون هذه فتن واختبار من الله، فيجب الابتعاد عنها، وأنا -واللهِ- محتار في أمري، ولا أدري ما ذا يجب فعله، فوجدت نفسي أخاطبكم، وأنا على علم أنكم سوف تعلمونني بالصحيح. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ندري طريقة الاقتراض التي تتحدث عنها، هل هي طريقة مشروعة أم لا؟

والذي نستطيع أن نقول هو: إنه إن كان ذلك عن طريق المؤسسات الربوية التي لا تلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية في تعاملاتها؛ فلا يجوز الاقتراض منها؛ لأن الاقتراض بالربا من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات؛ فلا يجوز الإقدام عليه، إلا عند الضرورة القصوى، كخوف الهلاك.

وليس من الضرورة إتمام الزواج، كما بينا ذلك في الفتويين التاليتين: 10959، 6501.

وعليه؛ فلا يجوز لك الاقتراض بالربا لإتمام زواجك، ولا غيره.

فلا تبدأ حياتك الزوجية وبناء بيتك بهذا العمل المحرم، ومن هذا الكسب الخبيث.

فإن قدرت على الاقتراض بغير ربا؛ فبها ونعمت. وإلا فاصبر، واستعن بالله.

ولا تظنّ أن تيسير الأمور في الاقتراض بالربا، دليل على إباحته، ولكنه ابتلاء، واختبار لك.

فاثبت، واعتصم بالله، وتوكل عليه، وهو سبحانه وتعالى سيكفيك كل ما يهمك، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2ـ3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني