الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الزوج أم طاعة الوالدين؟

السؤال

سؤالي أتعبني، أتمنى منكم الرد والمساعدة، وجزاكم الله كل خير.
أنا متزوجة منذ 14 سنة، وعندي أولاد الكبير عمره 13 سنة، والصغيرة قبل دخلت السنة الثانية، لله الحمد.
عندي أربعة إخوة، وأنا وحيدة ليس لدي أخت، والدي لله الحمد على قيد الحياة.
والدتي تعاني من مرض السكر، وفي أيام تمرض وتسوء حالتها. وإخوتي لله الحمد يقومون برعايتها، ولكن بسبب أني أسكن في مدينة أخرى، وأحتاج لساعتين في السيارة لأصل إليها، لا أستطيع البقاء دائما بقربها. وزوجي يكره أن أبيت عندهم وحدي، أو حتى وهو معي.
أنا حزينة، وأشعر أني مقصرة بحقها، رغم أن إخوتي وأبي ونساء إخوتي، يرعونها حق الرعاية.
كنت أزورها كل أسبوع مرة. وتطلب مني أن أبيت عندهم، وزوجي يكره وينزعج. وأحيانا كثيرة يختلق المشاكل، وأنا أعلم انزعاجه من أن أنام عندها.
أنا الآن محتارة، وأخاف الله؛ لأني لا أستطيع أن أكون معها طول الوقت، فقط لمدة يوم بالأسبوع. وهي في هذه الفترة مريضة، وقد تفشى فايروس كورونا، ولا أستطيع الذهاب إليها خوفا على أطفالي. وأيضا بحكم قطع الطرق بين مدن العراق.
ماذا علي من واجب تجاه أمي، وأولادي وزوجي؟
ورغم كل ما ذكرت أعاني من انزلاق في الفقرات، وقدرتي واهنة وضعيفة، وحتى عندما أكون بقربها أتألم، ولكن أقول هي أمي، ويجب علي أن أكون بقربها.
والله إني في حيرة وحزن شديد، لا أعلم أين أكون؟
أفيدوني -جزاكم الله الجنة- أيهما أولى بالرعاية: أطفالي، أو أمي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك خيرا على حرصك على البر بأمك، وكسب رضاها، فجزاك الله خيرا، ونسأله سبحانه أن يحقق لك ذلك.

وإن كانت أمك على ما ذكرت من كونها في رعاية تامة من قبل أبيك وإخوتك ونسائهم؛ فالحمد لله، فهي إذن ليست في حاجة إليك.

فلا حرج عليك في البقاء في بيتك، وزيارة أمك بما يتيسر لك، وإن أمكنك إقناع زوجك بأن يسمح لك بالمبيت عندها تحقيقا لرغبتها فهو أمر حسن، وينبغي أن يأذن لك ما أمكن، فإن لم يأذن لك فطاعتك لزوجك مقدمة على طاعة والديك.

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَبُ. اهـ.

وما دامت أمك في رعاية تامة، فالواجب عليك القيام بما يجب عليك من رعاية أولادك، وزيارة أمك بما يتيسر كما أسلفنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني