الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طول فترة الخطوبة هل تبرر الرفض

السؤال

لقد خطبت فتاة من أخيها ولم تتم مراسيم الخطوبة في البيت، وبعدها بحوالي 10أشهر تقدم شاب وخطب تلك الفتاة فرفضت هي، لكن إخوتها الذكور أرغموها على قبول هذا الشاب بحجة أنني أطلت في عدم إتمام مراسيم الخطبة، فما الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا حصل اتفاق بينك وبين ولي أمر الفتاة على الزواج منها، فهذا يسمى ركونا وخطبة، ولا يحتاج شرعا إلى مراسم، قال الخرشي في شرحه لمختصر خليل: والركون ظهور الرضا، وقال الشيخ زروق: الركون التفاوت بوجه يفهم منه إذعان كل واحد لشرط صاحبه وإرادة عقده وإن لم يفرض صداق. انتهى. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن الذي يبدو من سير الصحابة رضي الله عنهم عدم التأخير في عملية الزواج، حيث تبدأ بنظر الرجل إلى المرأة، فإن أعجبته خطبها، وإلا تركها، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل، قال جابر: فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها. رواه أحمد وأبو داود. ولم نقف على ما يثبت تحديد مدة بين الخطبة والزواج، والذي نفهم من حديث جابر تمام الأمر بلا تأخير، خصوصا أن التأخير قد تترتب عليه نتائج غير محمودة قد تتضرر منها الفتاة أو أهلها، إضافة إلى عدم تصريحكم بتحديد مدة زمنية لوقوع عقد النكاح. وحاصل الأمر أن موافقة أهل الفتاة على زواجها منك وعد لا ينبغي عدم الوفاء به إلا لسبب شرعي، كطول المدة قبل عقد النكاح إذا حصل ضرر لذلك، وزواجها من الشاب المذكور صحيح. وراجع الجوابين التاليين: 35487، 20413. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني