الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شراء الألعاب والأنمي التي فيها موسيقى وصور ذوات الأرواح

السؤال

هل يجوز شراء الألعاب الإلكترونية، أو مسلسلات الأنمي، التي فيها تصوير لذوات الأرواح، أو موسيقى، أو صور بها كشف جزء من عورة المرأة -كالشعر، أو البطن، وغيره-؟ وإن كان شراؤها لا يجوز، فهل يجوز اقتناؤها بطرق قد يعتبر مالكها أني سرقتها، مع اجتناب المحرم فيها ما استطعت، أو تركها إن اضطررت، أو تركها بالمرة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن مجرد وجود رسوم لذوات الأرواح، لا يوجب تحريم اللعبة، كما سبق في الفتوى: 283825.

وأما رسومات النساء: فإن كانت لا تثير الغرائز، ولا تحرك الشهوة، ولا تفضي إلى الفتنة؛ فلا توجب تحريم مشاهدة الأفلام الكرتونية؛ لمكان الفرق بين النظر إلى الصور المرسومة والنظر الحقيقي، كما سبق في الفتاوى: 239221، 332461، 324589.

وأما الموسيقى: فالاستماع إليها محرم.

لكن إن كان أساس مضمون اللعبة مباحًا، وفيها بعض المخالفات الشرعية التي ليست هي المقصودة بالأصالة -كالموسيقى، ونحوها-، وكان بالإمكان تجنب هذه المخالفات الشرعية بإزالتها من اللعبة، أو إخفائها، فلا حرج حينئذ في شرائها، وراجع الفتاوى: 339394، 388141، 342067.

وأما الحصول على الألعاب بطريقة غير شرعية -كالقرصنة، ونحوها-، فغير جائز، كما سبق بيانه في الفتوى: 412465.

وعلى كل حال؛ فينبغي للمسلم أن يعمر وقته بما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه، وليحذر أن يكون صريعا لأجهزة اللهو واللعب تُبدّد عليه وقته؛ فإن المرء مسؤول عن عمره، كما في الحديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه .. أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني