الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استخدام إنترنت الأخ

السؤال

أنا أستخدم إنترنت أخي الأكبر المتزوج، ويسكن في الطابق الذي يقع أسفل بيتنا، وقد سمح أخي من قبل لأبي باستخدام الإنترنت، فأعطاه أخي كلمة المرور، واستخدمه أبي، وهذا أمر طبيعي جدا، ولكن المشكلة هنا هي أنني لم أسأل أخي عن كلمة المرور، إنما طلبتها من أبي؛ لأن أخي غالبا في العمل، ولا أريد أن أزعجه، أو أن أحرج نفسي، فسألت أبي هل يسمح أخي بالأمر، فأجابني بأنه لا خطب في الأمر، فهو أخوك، ولن يمنعه عنك.
فالسؤال هنا: هل هذا الاستخدام للإنترنت يكون حراما أم لا؟ بحكم أني لست متأكدا مائة بالمائة من أنه يعلم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنّه لا حرج عليك في الانتفاع بالانترنت الخاص بأخيك، ما دمت لا تعلم عدم رضاه بذلك، لأنّ الغالب المسامحة في مثل هذه الأمور، كما ذكر لك والدك، والإذن العرفي كالإذن الصريح في جواز الانتفاع بحق الغير.

قال النووي –رحمه الله- في شرحه على مسلم: وَالْإِذْنُ ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا: الْإِذْنُ الصَّرِيحُ فِي النَّفَقَةِ وَالصَّدَقَةِ. وَالثَّانِي: الْإِذْنُ الْمَفْهُومُ مِنَ اطِّرَادِ الْعُرْفِ وَالْعَادَةِ؛ كَإِعْطَاءِ السَّائِلِ كِسْرَةً وَنَحْوَهَا، مِمَّا جَرَتِ الْعَادَةُ بِهِ، وَاطَّرَدَ الْعُرْفُ فِيهِ، وَعُلِمَ بِالْعُرْفِ رِضَاءُ الزَّوْجِ وَالْمَالِكِ بِهِ، فَإِذْنُهُ فِي ذَلِكَ حَاصِلٌ وَإِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ، وَهَذَا إِذَا عُلِمَ رِضَاهُ لِاطِّرَادِ الْعُرْفِ، وَعُلِمَ أَنَّ نَفْسَهُ كَنُفُوسِ غَالِبِ النَّاسِ فِي السَّمَاحَةِ بِذَلِكَ، وَالرِّضَا بِهِ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني