الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يكون الشخص منتجًا في هذه الحياة؟

السؤال

ما الهدف الذي يستحق أن يبذل الإنسان فيه عمره، ويكون بتحقيقه لذلك الهدف قد قدم شيئًا للأمة يرضى نفسه، ولا يكون مثل كثير من البشر عاشوا وماتوا، كأن لم يأتوا على وجه الدنيا؟ جزاكم الله خيرًا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالوظيفة الأولى أو الوحيدة التي خلق لها الإنسان هي تكميل العبودية لله تعالى، كما قال جل اسمه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}.

فعلى كل مسلم أن ينظر إلى ما أوجب الله عليه، فيفعله، وما يستحب له، فيأتي منه ما يقدر عليه، فيتقرب إلى الله بأداء الفرائض، ويبالغ ما استطاع في فعل النوافل، مع ترك المحرمات، وما أمكن تركه من المكروهات.

وعليه أن يكون ممن آمنوا، وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر، فيدعو إلى الله تعالى على بصيرة، ويتعلم العلم النافع الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو من يحيط به إلى مقتضى هذا العلم، ويصبر على ما يناله من الأذى في هذا السبيل.

وليعلم أنه مهما زرع في الناس خيرًا، أو دلهم على وجه من وجوه البر، فإن له مثل أجر العامل بما دل عليه، فالدال على الخير كفاعله.

فإذا فعل المسلم هذا، فتعلم العلم النافع، وعمل بعلمه، ودعا إلى الله على بصيرة، وصبر على ما يناله من الأذى، فهو من خيار عباد الله، وهو من ورّاث الأنبياء والمرسلين، والسائرين على طريقهم.

ولن يكون بذلك رقمًا مهملًا في هذه الحياة، ولا يكون ممن خرج من الدنيا كما أتى إليها، فلم ينتفع هو بحياته، ولم ينتفع به غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني