الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعريف القصة البيضاء وعلامات الطهر

السؤال

قرأت في فتاويكم تعريفات مختلفة للقصة البيضاء، وقلتم: إنها بيضاء خالصة، وقلتم: إنها شفافة، فما الذي عليّ الأخذ به؟ فهذا يُشكِل عليّ كثيرًا؛ فأنا تنزل معي إفرازات شفافة، يخالطها بياض، فهل هذه هي القصة البيضاء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن العلماء من عرف القَصة البيضاء بالجفوف، كما ذكره ابن قدامة في المغني عن أحمد.

ومنهم من عرفها بأنها ماء أبيض يشبه الجص، يخرج عقب الحيض، تعرف به المرأة انتهاء حيضها، قال ابن قاسم في حاشية الروض:

والحاصل: أن الطهر بجفوف، أو قصة:

فإن كانت ممن ترى القصة البيضاء، اغتسلت حين تراها، وقال: مالك: هو أمر معلوم عندهن.

وإن كانت ممن لا تراها، فحين ترى الجفوف، تغتسل وتصلي.

والجفوف: أن تدخل الخرقة، فتخرجها جافة ليس عليها شيء من الدم، ولا من الصفرة، ولا من الكدرة؛ لأن فرج المرأة لا يخلو من الرطوبة غالبًا.

والقصة بفتح القاف: ماء أبيض يتبع الحيض، يشبه ماء الجص؛ شبهت الرطوبة النقية لبياضها بالجص.

وقال بعضهم: يشبه ماء العجين

وقيل: يشبه المني.

ويحتمل أنه يختلف باعتبار النساء، وأسنانهن، وباختلاف الفصول، والبلدان، والطباع، وغالب ما يذكره النساء شبه المني. انتهى.

وأيًّا ما كان، فما ترينه علامة على الطهر؛ فإن الطهر يحصل بإحدى علامتين، إما:

الجفوف، وضابطه: أن تدخلي القطنة الموضع، فتخرج نقية، ليس عليها أثر من دم، أو صفرة، أو كدرة، ولا يضر وجود الإفرازات العادية؛ لأن الفرج لا يخلو منها غالبًا.

وإما القصة البيضاء.

فعليك إذا رأيت هذه الإفرازات المذكورة صفتها: أن تغتسلي؛ لأن الطهر قد صار محكومًا به -والحال هذه-، وانظري الفتوى: 118817، والفتوى: 147489 وما تضمنته من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني