الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أهل زوجي يظلمونني ظلما كبيرا، ويحاولون عمل مشاكل بيني وبين زوجي، على الرغم من حسن معاملتي لهم؛ خوفا من الله قبل كل شيء. وأنا أحكي لأمي، أو خالتي، أو صديقتي عن هذه المشاكل للفضفضة، أو لأخذ المشورة في بعض المواقف.
فهل أنا هكذا أغتابهم؟ علما بأنني أحكي أحداثا حصلت معي بالفعل، ولكني أخاف أن أكون وقعت في الغيبة؛ لأن أفعالهم الظالمة بالتأكيد تسيء لهم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نص الفقهاء على أن من المواضع التي تجوز فيها الغيبة شكوى الظالم، قال تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء:148}.

فإذا كنت تتعرضين لظلم على الحقيقة، فلا تأثمين بذكر ظالمك بسوء على جهة التظلم. وانظري الفتويين: 142279، 191027.

لكنك قد تتصورين ظلما ما ليس كذلك، وقد يكون الأمر مما لا يعدو خلافا في وجهات النظر، فإذا لم تتحققي من كونك مظلومة، لم يجز لك ذكر أحد بسوء؛ لأن ذلك يعد من الغيبة المحرمة، وكذا إذا أردت الاستنصاح وطلب المشورة في أمر معين، فذلك جائز لك، وليس من الغيبة المحرمة، ولو قلت مثلا ما رأيك في من يفعل كذا وكذا، أو من يفعل معه كذا وكذا دون تصريح بأسماء الفاعلين لكان ذلك أحسن، ولتنظر الفتوى: 150463.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني