الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعمال المعاريض يغني عن الكذب

السؤال

أنا وبفضل الله مهتمة بحفظ القرآن الكريم -إن شاء الله- ولقد قمت بتحدي صديقة لي، على من يستطيع حفظ سورة البقرة أولا؛ لأنني اكتشفت أنني أستطيع أن أحفظ بصورة أسرع عندما أتسابق مع أحد، ولا أحفظ لأفوز. بل إنني أتسابق لأحفظ بشكل أسرع.
ولكن الآن وبعد أن حفظت بفضل الله ربع سورة البقرة تقريبا، اكتشفت أن صديقتي لم تحفظ إلا صفحتين.
السؤال هو: هل إذا كذبت عليها، وأخبرتها أنني لم أحفظ إلا ثلاث أو أربع صفحات، فذلك من الكذب المباح؟ لكي لا تشعر أنني أسبقها بكثير، فتفتر همتها للحفظ. أعلم أن الكذب حرام وما إلى ذلك، ولكن إذا كانت نيتي حسنة. فهل هو حرام أيضا؟
أرجو أن تنصحوني بما هو الصواب في مثل هذا الموقف.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكذب حرام، وهو خلق ذميم، وقد بينا ذلك في فتاوى كثيرة، منها الفتاوى: 26391 // 46051 // 3809 // 348709.

وعليه؛ فإن الكذب لا يرخص في شيء منه إلا لضرورة، أو حاجة معتبرة شرعا، وليس ما ذكر مما يرخص في الكذب بسببه.

ويمكن تحقيق الغرض المذكور دون الوقوع في الكذب، وذلك باستعمال ما يسمى بالمعاريض، ومعنى المعاريض: أن يتكلم المرء بكلام يقصد منه شيئاً، وظاهر لفظه يدل على غير ما قصد، كما كان يقول أبو بكر حينما سئل وهو مهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا معك؟ فكان يقول: هادٍ يهديني. رواه أحمد وغيره، وهو صحيح.
فيمكنك في هذه الحالة أن تقولي تقدمت عليك، أو تقولي بيني وبينك صفحات، ونحو ذلك من المعاريض التي ليس فيها تصريح بكذب.

وللفائدة، راجعي الفتوى: 65774.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني