الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من شتم العرب جميعًا

السؤال

بارك الله فيكم على هذا الموقع.
لقد شتمت الناس، وأنا أشتم العرب في زمننا الحالي بضع مرات، مع العلم أن هنالك ما يزيد عن 360 عربي، فهل سيأخذ كل شخص سببته من العرب من حسناتي يوم القيامة؟ فإن كان كذلك، فقد فنيت حسناني، وقد تبت إلى الله، فهل سوف يعوضني الله حسنات من عنده للذين سببتهم؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك أنك تجنيت بشتم الناس جميعًا، أو شتم العرب جميعًا؛ إذ فيهم المسلم والكافر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وما دمت قد تبت إلى الله تعالى، وندمت على شتمهم؛ فإن الله تعالى يقبل التوبة، كما قال عز وجل: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.

وأما هل يعد ذلك غيبة، فقد بينا في الفتوى: 167033 أن الفقهاء ذكروا أن من تكلم في قوم بسوء، لم تكن غيبة حتى يسمي قومًا معروفين؛ لأن فيهم البار والفاجر. وعللوا ذلك بأنه لم يرد الجميع، ومفهوم كلامهم أنه لو أراد التعميم؛ لَعُدَّ قدحه فيهم غيبة، جاء في الدر المختار -من كتب الحنفية-: وَلَوْ اغْتَابَ أَهْلَ قَرْيَةٍ، فَلَيْسَ بِغِيبَةٍ؛ لِأَنَّهُ لَا يُرِيدُ بِهِ كُلَّهُمْ، بَلْ بَعْضَهُمْ، وَهُوَ مَجْهُولٌ. اهـ. وقال ابن عابدين في حاشيته، معلقًا: قَوْلُهُ (لِأَنَّهُ لَا يُرِيدُ بِهِ كُلَّهُمْ) مَفْهُومُهُ أَنَّهُ لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ، كَانَ غِيبَةً، تَأَمَّلْ. اهـ.

وعلى كل حال؛ فما دمت قد تبت إلى الله، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني