الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السؤال: قمت بالمشاركة بمشروع ترجمة مستعجل خلال 24 ساعة، وكانت قيمة المشروع 960 دينارا، وزعت على ثلاثة أشخاص، وكان نصيب كل شخص 120، والباقي 600 للشركة، وبسبب ضيق الوقت قمت باستخدام مترجم من الإنترنت، وبعدها قمت بمحاولة تصحيح تركيب الجمل دون الرجوع للنص الأصلي، وتسليم المادة التي لم تكن قريبة حتى من المستوى المطلوب، وأخذ المبلغ, بعدها بأسبوع كنت أقود سيارة، فخرج شخص ممن يمتهنون الاحتيال على السائقين، ويرمون أنفسهم أمام السيارات، فقام بضرب يده على المرآة، فقمت بأخذه للمشفى، ولم يصبه شيء، ولكن صورة الأشعة أظهرت شعرا في مرفقه، وكانت قيمة العلاج 120 دينارا، وبعد أن خرجنا من المشفى خيرني بين دفع مبلغ 200 دينار، أو الذهاب لمركز الشرطة، وتقديم التقارير لهم, فدفعت له القيمة دفعا للإجراءات الطويلة التي تشمل الحبس والغرامة والمخالفة, بعدها وقع في قلبي أن هذا بسبب اكتسابي مالا غير مشروع، مع أني كنت أنوي التصدق به في الأصل، وقمت بتصحيح الترجمة بعد مدة، ولكن دون جدوى، فقد كان العميل قد استلم مشروعه منذ زمن. ما زال المبلغ بحوزتي. فهل أقوم بالتبرع بمبلغ 120 أو 320 دينارا؟ وقد قيل لي بأن المال المكتسب بشكل غير مشروع يصرف في ما هو من أدنى المصارف؛ كإصلاح دورات المياه، وليس في إطعام المساكين، أو الصدقة الجارية.
أرجو الإفادة مع الاعتذار على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت قصّرت في عملك في الترجمة، ولم تقم به على الوجه المطلوب؛ فالواجب عليك أن ترد إلى أصحاب العمل حقّهم، أو تستحلهم منه. وراجع التفصيل في الفتوى: 71761.

وإذا فرض أنّك لم تقدر على ردّ الحقّ لأصحابه أو استحلالهم منه؛ فتصدق به عنهم على الفقراء والمساكين، أو اصرفه في المصالح العامة، كالمساجد والمشافي ونحوها، وانظر الفتوى: 181001.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني