الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من السرقة والغيبة

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 17 عامًا، كنت لا أصلي، وأفعل ذنوبًا، ولكنني الآن ندمت أشد الندم، وأصبحت أصلي كل الصلوات، وبقيت في قلبي الذنوب التي كنت أفعلها -مثل الغيبة، والسرقة-، وقررت أن أتوب من الغيبة، ولكن من شروطها أن أستحلّ صاحب الحق، وبعض الأشخاص قد نسيتهم، أو لا أدري أين هم، وأما الذين أعرفهم فأخاف أن أخبرهم، فيصبح في قلوبهم حقد أو كراهية عليّ.
وأما السرقة فلم أكن أسرق مبالغ كبيرة، بل كنت آخذ من زملائي مالًا بسيطًا -من خمسة إلى عشرة ريالات-، وكنت آخذ الأقلام، وما أشبه ذلك، لكنها لا تصل للمبالغ الكبيرة، فهل أتصدق بهذه المبالغ؟ علمًا أنني لو أرجعت المبالغ لأصحابها، فهي لا تساوي عندهم شيئًا، وسيسامحونني، ولكن قد أنقل صورة سيئة عن نفسي. أفيدوني -حفظكم الله-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي تاب عليك. ثم اعلم أن حقوق العباد لا بدّ من أدائها، فلا بد أن ترجع المسروقات -وإن قَلّت- لأصحابها، أو يسامحوك فيها.

ولا يشترط أن تعلمهم بما وقع من السرقة، لكن المهم أن تدخل تلك المسروقات في ملكهم مرة أخرى، وانظر الفتوى: 139763.

وأما الغيبة فيرى كثير من العلماء أنه يكفي الاستغفار لمن اغتبته، والدعاء له بخير؛ لما يترتب على إخباره من المفاسد، ويسعك -إن شاء الله- العمل بهذا القول، وانظر الفتوى: 171183.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني