الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة بين البلد الأصلي وبلد الغربة

السؤال

هاجرتُ من بلدي للبحث عن مستوى معيشيٍّ أفضل، إلا أنني لم أحصل عليه؛ فدخلي محدود في بلاد الغربة، بالإضافة إلى الضغوط النفسية الكبيرة التي أتعرض لها؛ فأنا أتحمل مسؤولية زوجة وأطفال، وليس لنا إلا الله تعالى في هذه البلاد، بالإضافة إلى المشكلات الزوجية بسبب هذه الضغوط، والشوق إلى الأهل والأحباب، وقطع الرحم إلا عن طريق الهاتف.
ما يمنعني من العودة إلى بلدي -والتي مستواي المعيشي فيها أفضل- هو تبدّل الأحوال بعد سفري، ومنع جميع الأنشطة الدعوية والدراسات الشرعية، وتضييق الخناق على جميع العبادات الإسلامية بما فيها الحج، ولم يتم منعها، ولكن حدث التضييق عليها، والتوجه العام والمخطط المعلن للذهاب إلى أكثر من ذلك، بالإضافة إلى الانحطاط الأخلاقي المتعمّد في وسائل الإعلام والمجتمع، والذي يؤثر بالطبع على تربية الأبناء، ويمكنني تحمّل الغربة بصعوبة، فهل أكون آثمًا بعودتي إلى بلاد الظلم -كما سبق الوصف سابقًا-؟ وما النصيحة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن حيث الفصل بين الحلال والحرام، يجوز لك أن تقيم في أي بلد تستطيع فيه إقامة شعائر دينك، وتأمن فيه الفتنةَ على نفسك وأهلك.

وأما من حيث الأفضل، فهو البلد الذي يكون أعون لكم على طاعة الله تعالى، وأقرب إلى الاستقامة، وإن كان أقل في الراتب ومستوى المعيشة، ما دمت تجد فيه ما يسد حاجاتكم الأصلية؛ فإن الآخرة خير وأبقى. وراجع في ذلك الفتويين: 48193، 25370.

وإن كنت لا تستطيع تقييم الوضع، والموازنة بين البلدين، فعليك بالاستخارة، واستشارة أهل العلم والخبرة في البلدين ممن يعرفون حالك ووضعك تفصيلًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني