الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الرياء في العبادات والرياء في الأمور الدنيوية

السؤال

التبس عليّ التفريق في مسألة الرياء بين الرياء في العبادات والرياء في الأمور الدنيوية، فهل أجد عندكم التفريق الواضح بين الأمرين؟ وهل يدخل في الرياء طلب مدح الناس على السمات الشخصية، كالذكاء، وجمال الخلقة؟ وهل الاجتهاد في الوظيفة طلبًا للمدح، رياء؟ وهل الشخص الذي يصبر على ابتلائه -من مرض، وغيره- طلبًا لمدح الناس، مُراء؟ وهل قول من يقول: اترك عملًا طيبًا يتذكرك به الناس بعد موتك بثناء ودعاء لك، داخل في الرياء؟ وهل الرياء المذموم في الأعمال الدنيوية، داخل في الشرك الأصغر؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالرياء المذموم إنما هو طلب المنزلة بالعبادات التي لا تصرف إلا إلى الله تعالى، وتراجع الفتوى: 296605.

فمن طلب مدح الناس له على سماته الشخصية -كالذكاء-، فليس هذا من الرياء المحرم.

والاجتهاد في الوظيفة طلبًا للمدح، ليس من الرياء المحرم.

وأما الصبر ابتغاء ثناء الناس ومدحهم، فهذا من الرياء؛ لأن الصبر من العبادات التي لا يبتغى بها إلا وجه الله تعالى.

وليس طلب الثناء الحسن بعد الموت من الرياء في شيء، بل قد قال الخليل -عليه السلام-: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ {الشعراء:84}.

وليس الرياء في أمور الدنيا من الشرك، كما أوضحناه، وإنما الرياء الذي هو شرك أصغر هو طلب ثناء الناس بالعبادات التي لا يبتغى بها إلا وجه الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني