الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قوامة الرجل تكليف وواجبات لا تشريف وتسلط

السؤال

يقول أحدهم: إذا وضعت الزوجة في رأسها أنها هي والرجل متساويان في الحقوق، فهي تبحث عن الطلاق. وذلك لأن: الرجال قوامون على النساء. وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا.
ويقول وهو يمثل الرجل بالكفة الأولى، والمرأة بالكفة الثانية، وهو يقارن بينهما: أن المرأة في الأسفل، ولكنها دائما تريد أن تصل إلى الرجل.
وهو متزوج منذ 20 سنة، ويعيش بهذا المنطق.
فما حكم قوله؟ وهل معه حق؟
وإن كان مخطئا. فبماذا تنصحونه؟
وهل يعد ذلك ظلما للمرأة؟
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يكفي اعتقاد المرأة بأن الرجل والمرأة متساويان في الحقوق، ليكون دلالة على أنها تبحث عن الطلاق.

فما لم تذكر أنها تريد هذا المعنى. فإلزامها بذلك نوع من التحكم، وليس في مجرد هذا المسلك من الرجل، ظلم للمرأة.

وننصح باجتناب الانشغال بهذا الأمر أو الجدل حوله، وأن ينصرف الزوج إلى ما ينفع، والقيام بما يجب عليه تجاه زوجته، ويؤدي إليها حقوقها، كما يجب أن تؤدي إليه حقوقه. وهذا مما يعين على استقرار الأسرة، والابتعاد عن أسباب الشقاق.

ولمزيد الفائدة، نرجو مطالعة الفتوى: 27662، وهي في بيان الحقوق بين الزوجين.

ولا شك في أن الشرع قد جعل للرجل حقوقا وواجبات تليق به، كما جعل للمرأة حقوقا وواجبات تليق بها، وهما يختلفان في ذلك باختلاف الطبيعة التي خلق عليها كل منهما. ولمزيد الفائدة، نرجو مطالعة الفتوى: 138007.

وقوامة الرجل على المرأة ثابتة بنصوص الكتاب والسنة، وهي قوامة تكليف ومسؤولية أمام الله عز وجل، وليست لتشريف الرجل على المرأة، وهي أيضا للترتيب وتدبير أمور الأسرة، وليست للتسلط على المرأة وإذلالها، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى: 265297.

فعلى هذا المعنى الشرعي ينبغي أن يفهم أمر القوامة. وكذلك الحال بالنسبة للطاعة، فإنها لا تعني أن تذوب المرأة في شخص الرجل، وهي أيضا ليست مطلقة، بل هي مقيدة بأمور النكاح وتوابعه، ونرجو مراجعة الفتوى: 18814، والفتوى: 50343.

وما ذكر من تمثيل الزوج الرجل بإحدى اليدين، والزوجة باليد الأخرى، وأنها أسفل منه.

إن كان المقصود به احتقار المرأة والحط من قدرها؛ فإنه لا يجوز، وهو نوع من سوء العشرة، وقد أمر الله سبحانه الزوج بأن يحسن عشرة زوجته. قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وتراجع الفتوى: 27182.

وبهذا يعلم أن الزوج الذي يعامل زوجته بهذا الأسلوب، خاطئ بلا شك، وينبغي أن ينصح هذا الزوج بأن يتقي الله في نفسه، ويحسن معاملة زوجته كما أمره الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني