الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتمان تغيير المسكن للحصول على برنامج خاص بالإيجار

السؤال

أنا أعيش في دولة غربية، وحكومة كل مقاطعة لديها برامج مختلفة؛ بناءً على الإقرار الضريبي.
أحد هذه البرامج خاص بالإيجار، ومن شروطه أن أمضي 12 شهرًا بالمقاطعة، وأقدم إقرارًا ضريبيًّا (وقد غيّر لاحقًا شرط ال 12 شهرًا بسبب فيروس كورونا)، وقد أتممت 12 شهرًا، والتي كانت قبل فيروس كورونا، ولم أتقدم مباشرة؛ لعدم وجود الإقرار الضريبي، وبعد شهرين اكتشفت أن من حقي تقديم الطلب؛ ونتيجة لذلك خسرت شهرين دون أثر رجعي.
بعد مدة قررت الانتقال الى مقاطعة أخرى، وسيتوقف هذا البرنامج بإعلامهم بأني غيّرت محل سكني، فهل من حقي أن أؤجل الإبلاغ عن تغيير محل سكني لمدة شهرين أم لا -بسبب عدم علمي بالتقديم مباشرة، وكذلك نتيجة لفيروس كورونا؛ حيث أصبح شرط ال12شهرا غير نافذ-؟ وهل يحق لي الاستمرار في البرنامج، مع أني غيّرت محل سكني، وأصبحت خارج المقاطعة؛ لأن هذا التغيير أضاع عليَّ مدة دون الاستفادة منها؟ وشكرًا جزيلًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما يلتزمه المسلم عند دخوله وإقامته في تلك البلاد من الشروط المباحة، يجب عليه الوفاء به؛ لأن المسلم مطالب بالوفاء بالعهد، وبما التزم من العقود المباحة، قال الله تعالى: وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا [الإسراء:34]، وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ [المائدة:1].

كما ينبغي للمسلم أن يظهر دِينه, وأن يتخلق بأخلاقه، ومنها الوفاء، والصدق، واجتناب الغش والخديعة، وأن لا يكون سببًا لتشويه صورة الإسلام بفعل ما لا ينبغي، أو ترسيخ فكرة سيئة عن المسلمين؛ فيكون ذلك فتنة لغير المسلمين، وسببًا لصدّهم عن الإسلام.

وما ذكرته من كتمان تغيير المسكن، وإيهام الجهات المعنية بأنك ما زلت تسكن في تلك المقاطعة والحقيقة انك قد انتقلت عنها؛ لا يجوز.

ولك أن تبين لهم تأخرك في الإبلاغ وإثبات ذلك: فإن راعوه، فبها ونعمت، وإلا فالخطأ منك لا منهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني