الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل سلامة صديقك من نية السوء

السؤال

أولا أود أن أشكركم على جهودكم المبذولة، وندعو الله أن يجازيكم عنها.
أنا إنسان أعاني من الوسواس القهري لمدة سبع سنوات، مررت فيها بشتى أنواع الوساوس، وتغلبت عليها بفضل الله.
حاليا أقيم في أمريكا؛ لأنني طالب بإحدى الجامعات، ولأنني أعيش في غرفة واحدة مع صديق لي، فذات ليلة أحسست بأن يدا تمتد إلي؛ لأنه كان ينام بالقرب مني. فاستيقظت مباشرة وسألته: ما بك؟ قال: لقد كنت أحلم.
لم أعر للحادثة اهتماما، حتى دخلت ذات يوم ووجدته يتحدث إلى فتاة في الهاتف عن الجنس لتساورني الشكوك حول ما أراد فعله في تلك الليلة، حيث إننا لم نكن نحدث بعضنا بعضا لمشكل وقع بيننا، رغم أننا تصالحنا بعدها إلا أن الوساوس والشكوك تكاد تقتلني من تلك الليلة.
هو إنسان يصلي، ويستمع للقرآن، وقد اخترته كصديق؛ لأنني كنت أرى فيه الخوف من الله، ولكن هذه الفكرة الوسواسية لا تفارقني بتاتا حتى إنني أحس أنني فقدت طعم الحياة؛ لأنها أصعب فكرة صادفتني مع هذا المرض. لا أملك دليلا على ما جرى تلك الليلة، ولا أريد أن أظلمه؛ لأنني شخص عصبي جدا وحاد الطبع.
أتمنى أن تساعدوني في موقفي هذا؛ لأنني أعيش في عزلة هنا، ولا يوجد أطباء نفسيون مسلمون لمساعدتي؛ لذا لم أجد إلا موقعكم هذا لطلب الاستشارة.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنهنئك على ما أنعم الله عز وجل عليك به من الشفاء من الوسواس القهري، ونوصيك بالحذر واتخاذ الأسباب التي تعينك على عدم إصابتك به مرة أخرى، فلا تسترسل مع الخواطر السيئة، بل استعذ بالله من الشيطان الرجيم، واحرص على الإكثار من ذكر الله تعالى.

والأصل أن تحمل ما حصل من صديقك هذا على المحمل الحسن؛ لأن الأصل سلامته من أي غرض سيء فيما حدث منه حتى يتبين خلاف ذلك، وقد جاء الشرع بالنهي عن سوء الظن، كما قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.

واعمل على مناصحته بالحكمة والموعظة الحسنة فيما ترى منه من منكر، واحرص على ضبط نفسك وتكلف الحلم، فالغضب باب من أبواب الشيطان، وعواقبه وخيمة في الغالب، وانظر الفتوى: 8038، ففيها الكلام عن الغضب وسبل علاجه.

وبخصوص الاستشارة النفسية، يمكنك أن تراسل القسم الخاص بالاستشارات في موقعنا على الرابط التالي:

https://islamweb.net/ar/consult/

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني