الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رفض تزويج شخص للحفاظ على العرق

السؤال

أنا من الجزائر، وبلادي زاخرة بالتنوع الثقافي، ورغم التنوع الثقافي إلا أن هنالك خصالا تجمع المجتمع ككيان واحد.
في المنطقة التي أعيش فيها يستوطنها فئة ذات أصول عربية، وأخرى قبائلية، وهناك اختلاط وتعايش -ولله الحمد- بين الفئتين، إلا أن هناك بعض الأُسَر (عددها صغير) ترفض جملة وتفصيلا موضوع الزواج بين الفئتين على أساس الحفاظ على العرق، وخوفا من وقوع مشاكل بين الزوجة وأهل الزوج.
سؤالي هو: هل نسبة الأولاد المستقبليين والحفاظ على العرق يجب الأخذ بهما بعين الاعتبار في الزواج في ديننا الحنيف؟
شكرا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في مدى اعتبار الكفاءة في النسب عند النكاح، وقد ضمنا الفتوى: 95667. أقوالهم في هذه المسألة.

والراجح عندنا أن المعتبر الكفاءة في الدين دون غيره، وأنه لا ينبغي للولي أن يرفض صاحب الدين والخلق بسبب النظر إلى بلده، أو قبيلته، ونحو ذلك من الفوارق الاجتماعية، فهذا من أعظم سبل انتشار الخير والصلاح، وانحسار الشر والفساد، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 998.

وننبه إلى الحذر من أن تكون الفوارق الاجتماعية سببا للعصبية الجاهلية، وأن يستغل الشيطان ذلك في إشاعة الأحقاد والضغائن، وميزان الفضل والكرامة هو تقوى الله -عز وجل-، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}.

وللفائدة نرجو مطالعة الفتاوى: 202114 ، 28057، 30143.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني