الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في رؤية الميت في المنام وسماعهم كلام أهلهم وعلمهم بأحوالهم

السؤال

توفي والدي، ودفن في محافظة أخرى بعيدة عنا، ولا نستطيع أن نزوره إلا بعد فترة طويلة.
سؤالي هو: هل والدي يسمعني عندما أكلمه من غير أن أزوره؟ أم هذه مسألة من الغيبيات لا نعرفها؟
السؤال الثاني: كنت قد سمعت من شيخ: أننا عندما نحلم بشخص ميت، يكون لقاء حقيقيا وليس مجرد حلم. لكن شعرت أن هذا الكلام غير منطقي، وأن الأحلام مجرد أفكار في العقل الباطن، تخرج على هيئة أحلام.
هل هذا الكلام صحيح أو لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يرد نص صريح -فيما نعلم- يفيد بأن الميت يسمع كلام أهله من بعيد، والذي ورد أنه يسمع قرع نعال المشيعين له عند انصرافهم.

وقد ذكرنا سابقا أقوال العلماء عن معرفة الموتى بأحوال زائريهم، وذلك في الفتوى: 24738؛ فانظريها.

وورد أيضا أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الأموات، فيفرحون ويحزنون بحسب ما يعرض عليهم من أعمال الأحياء، وقد بينا هذا في الفتوى: 130150.
وإذا كنت لا تستطيعين زيارة والدك لبعد المسافة، فإنك قادرة على الدعاء والاستغفار له، والتصدق عنه وأنت في أي مكان.

والعمل بهذا أهم من معرفة هل يسمع كلامك أم لا؟ ففي الحديث: إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ. رواه أحمد وابن ماجه.

وانظري الفتوى: 219964 في الصدقة عن الميت.
ولا نعلم أن الشرع ورد بأن رؤيا الميت في المنام لقاء حقيقي -كما ذكرت- ورؤيا الميت يجري عليها ما يجري على سائر الرؤى، فقد قد تكون رؤيا من الرحمن، وقد تكون حلما من الشيطان، وقد تكون حديث نفس، وفي كل الأحوال لا يؤخذ منها حكمٌ شرعي، وانظري الفتوى: 132181.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني