الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإنسان غير مؤاخذ بالوسوسة وهو مؤاخذ بالشك

السؤال

أود أن أعرف كيف الجمع بين قول النبي صلى الله عليه و سلم (إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم) و بين قول العلماء في من أصابته شبهة في دينه خطيرة أن عليه سؤال أهل العلم لإزالتها أليس هذا إخراجا لما في نفسه من الحديث فيكون بذلك قد خرج من دائرة التجاوز من الله تعالى؟أرجو التفصيل .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فليس هناك تعارض بين الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. وبين قول العلماء: إن على الإنسان إذا طرأت عليه شبهة خطيرة في دينه أن يسأل أهل العلم لإزالتها، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.

وذلك أن الشبهة الخطيرة التي تعرض للإنسان قد تصل إلى مرحلة الشك الذي هو ناقض من نواقض الإسلام التي يصير بها كافرا غير مؤمن، لأن من أركان الإيمان تصديق القلب، والشك مناف للتصديق.

وليس المراد من قوله صلى الله عليه وسلم: ما حدثت به أنفسها الشك، بل المراد الوسوسة التي تعرض للإنسان، ويؤيده الرواية التي عند البخاري: لنفس الحديث: تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها، ما لم تعمل أو تتكلم.

وهناك فرق بين الشك والوسوسة.

قال الحافظ في الفتح: والمراد بالوسوسة تردد الشيء في النفس من غير أن يطمئن إليه، ويستقر عنده. اهـ.

فإذا استقرت الوسوسة في القلب، صارت شكا أو عزما.

وبهذا يتبين أنه لا معارضة بين القولين، فالإنسان غير مؤاخذ بالوسوسة، وهو مؤاخذ بالشك، نسأل الله العافية والسلامة.

وإذا كان مؤاخذا بالشك، فعليه أن يسأل أهل العلم لإزالة هذه الشكوك والشبهات بالحجج والبراهين الساطعة.د

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني