الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القدر الواجب تعلمه من العلم على كل مسلم

السؤال

أنا قررت بدء دراسة العلم الشرعي الواجب (الفرض العين) عليَّ. فهل يجوز لي أن أغلّب دراستي العادية بحيث أدرس ساعة أو ساعتين في اليوم للعلم الشرعي، وباقي اليوم أمضيه في دراستي العادية؛ لأني في أصعب عام في الدراسة في بلدي، والذي سيحدد مستقبلي، وأنا أريد حقا أن أسعد أمي سعادة كبيرة؛ لأنها تعبت جدا عليَّ، فآخذ أفضل معدل في كامل البلاد، مما يتطلب جهدا خارقا. فهل يعد ذلك تقصيرا؟ وإن كان أخبروني ماذا أفعل؟ وشكرا جزيلا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعلم المتعين على كل مسلم دراسته أمر يسير، لا يستوجب كبير جهد، فعليه أن يتعلم التوحيد، وما يضاده وهو الشرك فيتجنبه، وأن يتعلم كيفية الطهارة والصلاة، وما يبطل طهارته وصلاته، وأركان ذلك وشروطه وواجباته، وإن كان له مال فعليه أن يتعلم أحكام الزكاة، وكذا إن كان لديه ما يحج به فعليه أن يتعلم أحكام الحج، وعليه أن يتعلم أحكام الصيام الواجب قبل الشروع فيه، وهذا التعلم واجب على الفور، فلا يجوز تأجيله، وتنظر الفتوى: 170405.

ودراسة كتاب مختصر كفقه العبادات للشيخ ابن عثيمين يكفي -إن شاء الله- في معرفة هذا القدر وزيادة، والظن أنك تعلمين عامة هذه الأحكام، فما زاد على هذا القدر، فهو مما لا يتعين تعلمه، ومن ثَمَّ فيجوز تأجيله، وتقديم غيره عليه.

وأما هذا القدر؛ فلا بد لكل مسلم أن يتعلم ما يجهله منه؛ إذ لا بد له من معرفة توحيد الله تعالى، ولا بد له من الطهارة والصلاة في كل يوم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني