الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من وضع شاشة تلفاز يشاهد أهله فيها الأخبار والمسلسلات

السؤال

كانت في بيتنا شاشة تليفزيون صغيرة، وكانت أمي تشاهد عليها الأخبار، ومسلسلا أيضاً، وفيلما من وقت لآخر.
اقترح أبي أن يشتري شاشة كبيرة ذكية تتصل بالإنترنت، ولكن ترددت في تشجيعه على ذلك، حتى لا أخالف قول الله تعالى: ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.
وهذه الشاشة سأستخدمها أيضاً في المسائل الدينية كالمقاطع الدينية وهكذا، وقلت في نفسي: ما دامت أمي تشاهد التليفزيون الصغير، فالكبير والصغير سواء، إضافة إلى أن التليفزيون الجديد سيضيف لها مقاطع دينية تحب تسمعها.
فهل مشاركتي في تثبيت هذه الشاشة في البيت، وهي للجميع قد يشاهد فيها أي أحد، أي شيء. يلحق بي ذنبا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ومن سن سنة سيئة، علماً بأن نيتي لم تكن الإعانة على الإثم، وإن لحق بي ذنب. فهل يتكرر كل ما شاهدوها؟ وكيف أتوب منه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام أن تلك الشاشات ستستعمل في مشاهدة ما لا يحل كالمسلسلات ونحوها، فإنه لم يكن ينبغي لك أن تساعد في تركيبها أو تثبيتها، ولا يبيح تركيبها ما ذكرته من نية مشاهدة شيء من الخير.

ومن المعلوم أن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا استويا، فكيف إذا غلبت المفسدة -وهو ما نظنه فيما يعرض في تلك الشاشات- إذ لا يخفى أن ما يشاهد في تلك الشاشات من الشر أكثر مما يشاهد فيها من الخير في الغالب.

وما ينبغي لك فعله الآن أن تجتهد في نصحهم وتحذيرهم -بالرفق والحكمة- من مشاهدة شيء مما حرمه الله تعالى، مع التوبة إلى الله تعالى من إعانتهم بالندم، والعزم على عدم العودة مستقبلا، وهذا يكفيك إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني