الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بتزوج فتاة مخطوبة

السؤال

تعرفت على فتاة، أحسبها على خلق، ودين، وجمال، ومستوى تعليم عالٍ، وسنٍّ مناسب، ولكن بعد فترة أنهت الفتاة موضوعنا، وتقدم لها قريبها لخطبتها، ووافقت عليه. ورغم هذا، فأنا ما زلت أدعو الله رب العالمين أن يجعل هذه الفتاة زوجة صالحة لي، وأن يجعل فيها الخير.
وأنا على ثقة ويقين بأن الله -عز وجل- سيجعلها زوجة لي؛ لأن الله على كل شيء قدير، ولا يعجزه شيء، ويمحو ما يشاء، ويثبت، وعنده أم الكتاب. 
السؤال هو: هل الدعاء إلهام من الله تعالى؟ حيث إنني لم أترك ركعة، ولا وقتا، يرجى فيه الإجابة إلا دعوت فيه بأمر هذه الفتاة. فهل هذا بشرى على أنها ستكون من نصيبي؛ رغم أنه تمت خطبتها؟
وهل الإلحاح في الدعاء دليل على إرادة الله الاستجابة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى هو الذي يُلهم عباده الدعاء, وذلك من علامات الإجابة. قال ابن القيم في الجواب الكافي:
فمن ألهِمَ الدعاء، فقد أرِيد به الإجابة، فإن الله سبحانه يقول: {ادعوني أستجب لكم} [سورة غافر: 60] وقال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}. اهـ

وراجع المزيد من كلام أهل العلم في هذه المسألة, وذلك في الفتوى: 137782. وهي بعنوان" إذا ألهم العبد الدعاء فهل يلزم منه الإجابة"
والإلحاح في الدعاء من أسباب الإجابة؛ كما تقدم في الفتوى: 122614.

لكن الإجابة لا تنحصر في حصول الداعي على عين ما يطلبه, فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: ما من مسلم يدعو، ليس بإثم ولا بقطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها. قال: إذا نكثر ! قال: الله أكثر. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.

وراجع المزيد في الفتوى: 189247. وهي بعنوان "أوجه استجابة الدعاء متنوعة"

وإذا كانت الفتاة التي ذكرتها مخطوبة لرجل آخر, ورضيت به, فلا ينبغي أن تدعو الله تعالى بأن يزوجك منها؛ لأن ذلك يتضمن الدعاء بانفصالها عن خطيبها الذي ركنت إليه، فدع ذلك الدعاء، واصرف النظر عنها, واسأل الله تعالى أن يقدّر لك الخير حيث كان, فقد يكون الزواج من تلك الفتاة ليست فيه مصلحة لك, وقد يعوّضك الله خيرا منها, والخير فيما اختاره الله تعالى. وانظر الفتوى: 134480. وهي بعنوان "هل يدعو ربه أن ييسر له الزواج من فتاة مخطوبة لغيره؟ "

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني