الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرض لا يقطع التتابع في صيام الكفارة والتهاون بعده يقطعه

السؤال

أخي في لله لقد نذرت صيام شهرين متتالين و بعد 16 يوم أصابتني نزلة برد اضطررت على إثرها قطع الصيام مدّة أسبوع. بعده استرجعت كامل عافيتي ولله الحمد، لكنّني أفطرت يومين تهاونا بعد هذا الأسبوع ثمّ واصلت صيامي إلى يومنا هذا منذ 15 يوماهل أكون بذالك صمت 15 يوما فقط من النذر؟أم أعتبر نفسي صمت 31 يوما ولي كفّارة و إن كان كذلك فما هيّ كفّارتي؟جزاكم لله كلّ خير.

الإجابــة

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فإذا نذرت صيام شهرين متتابعين، فإنه يجب عليك الوفاء بهذا النذر، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه" رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.

وقد مدح الله تعالى الموفين بالنذر، وعد الوفاء به من أخص صفات الأبرار فقال في وصفهم: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ... الآية.

وإذا مرضت وأفطرت، فهل يقطع المرض التتابع؟ قولان لأهل العلم:

فذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أن التتابع ينقطع، وعليه أن يستأنف.

وذهب مالك والشافعي في أحد قوليه إلى أن الإفطار لأجل المرض لا يقطع التتابع، وإذا شفي يبني على ما مضى، وقال بهذا أيضا سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار والحسن والشعبي وعطاء ومجاهد وقتادة وطاووس، وهذا هو الأقرب للصواب.

وانظر الفتوى رقم: 39181.

إلا أنك قد أفطرت بعد شفائك تهاونا، وبهذا ينقطع التتابع.

وبناء عليه، فإن عليك أن تستأنف صيام الشهرين من البداية ولا تنتقل إلى الكفارة ما دمت قادرا على الصيام، وانظر الفتوى رقم: 2857.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني