الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الوالد لبنته من قيادة السيارة... المشكلة.. والحل

السؤال

أنا فتاة، وأعيش في بيئة محافظة -الحمد لله- وراضية، لكن أهلي متعصبون في أمر لا أعرف هل هي العادات والتقاليد، أو ماذا؟
أبي منعني من قيادة السيارة، وأسأله ما السبب؟ يقول إن الفتاة ناقصة، ولا يمكنها التعامل مع السيارة، وخوفه عليَّ، وهو يجعلني أذهب مع السائق وحدي! وأنا متأكدة أن هذا غير صحيح، فهو متعصب، فكل النساء في العالم يَقُدْن السيارات.
يعني لم يمنعني لسبب ديني، وهو لا يوصلني، ولا يرجعني، والسائق الذي أذهب معه خاص للدوام، يعني لو أحتاج أمرا آخر يتطلب وقتا لأبحث عمن يوصلني.
وسبب رغبتي في القيادة أني أريد أن أذهب لدوامي، وأقضي حاجياتي، وحاجيات أمي بدون أن أقول لأحد، وهذا سبب جزعي في الآونة الأخيرة، كرهت كوني فتاة، وأتساءل لِمَ أنا فتاة؟ لو كنت رجلا، كانت حياتي ستكون أسهل، حتى لو أحتاج صيدلية، أحتاج وقتا لكي أذهب، أو أكلم تطبيقات التوصيل، أو أذهب مع كريم، أو أوبر، وفي بعض الأحيان أتواصل مع أقاربي، وأذهب مع سائقهم، وهذا محرج لي.
ما أعرف هل والدي يمنعني لحبه السيطرة والتحكم؟ وأنا أعرف أنه لا يوجد أي شيء في الإسلام يمنعني من قيادة السيارة.
أتمنى منكم أن تدلوني على الطريق الصحيح، وترشدوني كيفية التعامل مع مشكلتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقيادة المرأة السيارة؛ جائزة شرعا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون منع أبيك لك من القيادة؛ تعنتًا أو رغبة في التسلط، فالأصل أنّ الوالدين مفطوران على الشفقة على أولادهما، والحرص على جلب الخير لهم، ودفع الشر عنهم، فالظنّ بأبيك أن يكون منعه لك من قيادة السيارة خوفًا عليك من مخاطر القيادة، لكن لا مانع من التفاهم معه، ومحاولة إقناعه بحاجتك إلى قيادة السيارة، وما يحصل منها من المصالح، وخاصة اجتناب الركوب مع السائق وحدك.

وإذا لم تقدري على إقناعه؛ فوسّطي بعض الأقارب، أو غيرهم من الصالحين، ممن لهم وجاهة عنده، ويقبل قولهم؛ ليكلموه في ذلك.

وإذا لم يرض، فاصبري، واجتهدي في اجتناب الانفراد مع السائق الأجنبي في السيارة، وعلى أيَّة حال، فإنّ عليك برّ والدك، والإحسان إليه، واعلمي أنّ هذا البرّ والإحسان؛ من أنفع الأعمال التي يحبها الله، ويثيب عليها عظيم الثواب آجلاً وعاجلاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني