الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النوم عن الصلوات مع الأخذ بأسباب الاستيقاظ

السؤال

أنا منذ أعوام مصابة بالأرق، والكوابيس، وملتزمة بالصلاة على وقتها، والنوافل، والأذكار، وقبل النوم أضبط المنبّه؛ لكيلا تفوتني الصلاة، وفي العادة أستيقظ مهما بلغ مني التعب، لكني منذ فترة يتكرر استيقاظي، فلا أقوم، وحين أستيقظ وأنهض فعلًا، أتساءل: هل استيقظت أم لا؟ وإذا تأكدت فأظل أتساءل: لِمَ لَمْ أقم للصلاة؟ ولا أدري هل كنت واعية أم لا؟
آخر مرة حدث هذا الأمر تذكرت بعدها أن الأمر كان مختلطًا بحلم، فهل أصلي تلك الصلوات قضاءً؛ حتى أتمكن من إيجاد تفسير، وحل لهذه المشكلة، أم إني في حكم النائم؟ وهل ذلك أمر عادي أو خرف ومشكلة بي؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا استيقظت بحيث صرت مدركة لما حولك، فعليك أن تنهضي، وتبادري بالصلاة.

وإذا غلبك النوم، فعليك أن تصلي فورًا وقت استيقاظك، ولا إثم عليك -والحال هذه-؛ لأن النائم مرفوع عنه القلم، وفي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس في النوم تفريط.

والظاهر أن ما ذكرته ليس استيقاظًا، ولكنه مجرد خيالات نائم، وأحلام لا تعدين بها مستيقظة، فعليك أن تأخذي بأسباب الاستيقاظ، فإذا تمكّنت منه، فقومي وصلي، وإلا فلا إثم عليك.

وصلي قضاء وقت قيامك، وصلاتك بعد خروج الوقت قضاء؛ سواء كنت نائمة أم لا؛ لأن القضاء هو فعل العبادة بعد خروج وقتها، قال الفتوحي في مختصر التحرير: والقضاء فعل الواجب خارج الوقت المقدر له شرعًا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني