الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام صلاة الركعتين بعد أذان المغرب

السؤال

ما حكم صلاة ركعتين قبل صلاة المغرب، وركعتين قبل صلاة العشاء في البيت؟
وهل هاتان الركعتان يجب أن تكونا بين الأذان والإقامة؟ أم يجوز صلاتها في أيِّ وقت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن صلاة ركعتين قبل صلاة المغرب مختلف فيها بين العلماء، والذي نفتي به عندنا أنهما سنة ثابتة، فعلها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحضرته، ولم ينكرها، بل أمر بصلاتها لمن شاء، كما في صحيح البخاري وغيره، وانظر الفتوى: 9389.

والذي تدل عليه الأحاديث أن وقت هاتين الركعتين هو بعد الأذان، وقبل صلاة المغرب. ففي صحيح مسلم: كنا بالمدينة، فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري، فيركعون ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد، فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليها. وفي الحديث المتفق عليه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بين كل أذانين صلاة -ثلاثا- لمن شاء. وهذا لفظ البخاري، والمقصود بالأذانين: الأذان والإقامة، كما في فتح الباري.

وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: كان بلال كما أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- يفصل بين أذانه وإقامته حتى يتسع لركعتين، فكان من الصحابة من يصلي بين الأذانين ركعتين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يراهم ويقرهم، وقال: بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لمن شاء. مخافة أن تتخذ سنة. فإذا كان المؤذن يفرق بين الأذانين مقدار ذلك، فهذه الصلاة حسنة. انتهى (مجموع الفتاوى 23/130).

وكذلك تُسَنُّ ركعتان بعد أذان العشاء، لما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: بين كل أذانين صلاة.

وعليه؛ فصلاة الركعات الأربع (ركعتين قبل المغرب، وركعتين قبل العشاء ) قبل الأذان لا تحصل به سنة الصلاة بين الأذانين؛ كما هو ظاهر.

وأما سؤالك: هل تؤديان في البيت؛ فنعم، فإن: خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. كما ثبت في الصحيحين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني