الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتوب الله على العبد وإن عاد للمرة الرابعة

السؤال

سمعت حديثاً من أحد الشيوخ وهو أن الله سبحانه وتعالى يقبل توبة العبد مرة واثنتين وثلاثاً ولكن لن يتوب عليه في الرابعة (ما هي صحة هذا الحديث) .فهل ترفض توبة العبد في المرة الرابعة وإن كانت نصوحة وان رفضت فهل هو كافر ولا يقبل منه عمله، ولكن هذا يتعارض مع الرجل الزي قيل له( بعد أن قال إنه يتوب ثم يعود للمعصية )ثم تب ثم تب ثم تب حتى يمل الشيطان ويتركك. أفيدونا أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا لا نعلم حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أن الله لا يتوب على العبد إذا تاب من الذنب في المرة الرابعة، بل إن الأحاديث الصحيحة بخلاف ذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 24031، والفتوى رقم: 1909.

نعم ورد في شارب الخمر عند الترمذي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه... فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب لم يتب الله عليه، وسقاه من نهر الخبال. قال الترمذي: هذا حديث حسن.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، وقوله فإن تاب لم يتب الله عليه ليست على ظاهرها، بل المراد بها المبالغة في الزجر، قال صاحب تفحة الأحوذي: هذا مبالغة في الوعيد والزجر الشديد، وإلا فقد ورد ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة رواه أبو داود والترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ا.هـ

على أن أكثر الروايات ليس فيها فإن تاب لم يتب الله عليه، وفي رواية البزار لم تقبل له توبة أربعين صباحاً.

وقد أورد الشوكاني في الفوائد المجموعة حديث: إذا قال العبد أستغفر الله وأتوب إليه ثم عاد ثم قالها، ثم عاد ثم قالها، ثم عاد ثم قالها ثم عاد ثم قالها كتبه الله في الرابعة من الكاذبين.

قال الشوكاني: في إسناده الفضل بن عيسى كذاب. اهـ

وأما عن الحديث الذي ذكره السائل في آخر سؤاله، فهو أثر عن علي وليس مرفوعاً، وقد رواه هناد بن السري عن خالد بن أبي عزة أن عليا أتاه رجل فقال: ما نقول في رجل أذنب ذنباً فقال: يستغفر الله ويتوب إليه، فقال له في الرابعة فقد فعل ثم عاد، فقال: يستغفر الله ويتوب إليه ولا يمل حتى يكون الشيطان هو المحسور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني