الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهية الإسرار المشروع في الصلاة

السؤال

أفيدونا بارك الله فيكم، ونفع بكم، وجزاكم خيرا.
صوتي في الصلاة عال نسبيا، لا أقصد الصوت الطبيعي، أقصد الصلاة السرية، العادي أن تكون بصوت يسمع الإنسان به نفسه، لكن هذا الصوت عندي عال، لدرجة أن الذي بجانبي يمكن أن يسمعه، فلما أدخل في الصلاة ويكون أحد بجانبي، أو يدخل أحد وأنا أصلي، أحاول جاهدة أن أخفض صوتي؛ لكي لا يسمع أحد ماذا أقول في الصلاة. هل هذا يعد رياء؟
لا أنكر أن قلبي ينشغل بهذا، وبألا يسمع أحد ما أقول، وأثناء محاولاتي لخفض الصوت قدر المستطاع، أخشى أن تكون صلاتي باطلة.
فما الحكم؟
وهل من الطبيعي أن يسمع أحد صوتي في الصلاة؟
وهل أستمر في خفض صوتي في الصلاة؟
وجزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمشروع للمصلي فيما يسر فيه أن يسمع نفسه فحسب، ولا يزيد على ذلك، وبخاصة إذا كان بجواره من يتأذى بذلك، وقد روى أحمد والنسائي عن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرونَ بالقراءة، فكَشَفَ السترَ فقال: ألا إنَ كُلَّكم مُناجِ ربَّه، فلا يُؤذِيَنَّ بعضُكم بعضاً، ولا يَرْفَعْ بعضُكم على بعضٍ في القراءة، أو قال: في الصلاة.

فما تفعلينه من خفض صوتك لئلا تؤذي من بجوارك، ليس من الرياء، بل هو المشروع لك، وعليك ألا تشتغلي بذلك اشتغالا زائدا يلهيك عن التدبر في أذكار الصلاة، وعودي نفسك في موضع السر أن تكون قراءتك على هذا النحو؛ لأنه الموافق للسنة.

وعليك أن تطرحي وساوس الرياء ونحوها عنك؛ فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني