الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاجتهاد في الطاعات أيام الدراسة دون بقية الأيام

السؤال

أنا فتاة أدرس في الجامعة، أصلي وأصوم، وأحيانًا أكون ملتزمة جدًّا، وأقرأ الأذكار، وأقوم الليل، وفي فترة الدراسة ألتزم جدًّا، وأقرأ الأذكار والقرآن، وأشعر أني منافقة؛ لأني ألتزم جدًّا في فترة الدراسة، وفي بقية الأوقات لا أكون على نفس المستوى من الالتزام، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأنت على خير -إن شاء الله-، ولستِ -بإذن الله تعالى- منافقة.

وعليكِ أن تحافظي على ما تلتزمينه من الطاعات في أيام الدراسة، وغيرها؛ فإن الله تعالى يحب أن يداوم العبد على الطاعة، وفي البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أنها وصفت عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان عمله ديمة. أي: كان يداوم عليه صلى الله عليه وسلم. وعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟» قَالَتْ: فُلاَنَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا، قَالَ: «مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا»، وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُه. متفق عليه.

فعليك أن تجتهدي في الالتزام بما تفعلينه زمن الدراسة، وتجعلي ذلك لازمًا لك في عامّة أوقاتك، وفي ذلك مصلحة عظيمة، وذلك أنك إذا انقطعت عن هذا العمل الذي تداومين عليه لعذر -كمرض، أو سفر-، كتب لك أجره وكأن قد عملته، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثلما كان يعمل مقيمًا صحيحًا. أخرجه البخاري عن أبي موسى -رضي الله عنه-.

ويعينك على تلك المداومة مجاهدة النفس بإخلاص، وصدق، ولزوم الدعاء والابتهال إلى الله، ومصاحبة الأخيار ممن تذكر صحبتهم بالله تعالى، واستحضار أن ذلك أرضى لله تعالى، وأحبّ إليه، وأقرب إلى تحصيل ثوابه الجزيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني