الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من قراءة شبهات الملحدين

السؤال

أنا فتاة عمري 21 سنة، خائفة جدًّا جدًّا، وأبكي كل يوم، فقد كنت في مراهقتي فضولية جدًّا، وعندي توتر شديد، فكنت عندما أقرأ تغريدة لأي أحد أصدّقها، وأبحث عن ما كتب فيها مهما كان، وكانت هناك تغريدات من ملحدين و"باحثين عن الحقيقة"، فكنت أتابعهم، وأرى ما يكتبون، وكنت أصدّقه.
قلبي ينفطر؛ لأني أريد أن أعرف الحقيقة، وأعرف السبب وراء كل شيء، وكنت أبحث عن شيء يجعلني أتمسّك بالله، لكن تغريدات هؤلاء لعبت بعقلي، وأصبت بالاكتئاب؛ لأني بدأت أصدّق أنه لا يوجد رب -والعياذ بالله-، وكنت مكتئبة، ومتعبة، وكنت أتمنى أن أصل إلى الله والحقيقة، لكني كنت عمياء بسبب فضولي القاتل.
بعد أن هداني الله، أصبحت سعيدة جدًّا؛ لأني وجدت الحقيقة، وأن الله هو الخالق، لكني مشمئزة من نفسي؛ لأني كنت كذلك، وأكثر ما يخيفني أن هؤلاء الأشخاص كان منهم من يسبّ الإسلام، والله، وأنبياءه، وكنت أقرأ هذا الكلام كثيرًا، ولا أتذكّر ما كنت أقوله، وما كنت أفعله، أو أفكّر فيه، وأخاف أن أكون سببت الله ورسوله.
أنا خائفة جدًّا، ولا أذكر شيئًا، وأتخيل أشياء بسبب توتري الشديد، ولكني أتذكر أني فضّلت تغريدة كان فيها استهزاء، ولا أعلم بمن كان الاستهزاء: هل هو بأحد الأنبياء أو الصحابة، فما الذي عليّ فعله؟ وهل أُقتل؟ أريد أن أعرف بحق؛ لأني لم أجد السعادة والراحة إلا عندما رجعت لربي، وتركت مداخل الشيطان. فأرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي هداك، وأبان لك الحق، وأبعدك عن قراءة تلك الأشياء المنكرة.

وعليك أن تتحاشي كل ما من شأنه أن يعود بك إلى قراءة مثل هذه الضلالات؛ فإن القلوب ضعيفة، والشُّبه خطّافة، كما قال بعض السلف.

وما مضى ما دمت قد تبت منه، وندمت على ما اقترفته، فلا يلزمك شيء أكثر من هذا.

فعليك أن تستقيمي على شرع الله، وتحافظي على الفرائض، وتكثري من النوافل، وتلزمي الذِّكر والدعاء، وتجتهدي في تعلّم العلم الشرعي.

واحمدي الله على الهداية والتوفيق، وأزيلي عنك هذا التوتر والضيق؛ فإنه لا معنى له؛ إذ إنك -بحمد الله- قد أقبلت على رب رحيم، بَر كريم، هو أرحم بعبده من الأم بولدها.

نسأل الله أن يوفقك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني