الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من العقوبة بعد التوبة من التحرشات الجنسية

السؤال

أنا شاب عمري 18 سنة، وعندما كان عمري 15 عامًا كان عندي فضول أن أتحرش جنسيًّا -مجرد تحرش طفيف- بابن خالي الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 4 أو 3 سنوات، ولم أفعل ذلك مجددًا إلا مرة واحدة بدافع الفضول والمراهقة منذ سنة مضت لطفل صغير بنفس العمر أيضًا، ولكنني لم أعد أفعل ذلك، وتبت لله، ولم يصل ذلك الفعل إلى حالة الممارسة الجنسية، بل كان مجرد تحرش، فهل من الممكن ألا يقبل الله توبتي، أو يرد ذلك العمل لي مستقبلًا في أطفالي، أو في نفسي؛ لأنني أخاف أن تتغير ميول هذين الطفلين بسبب ما فعلته لهما؟ وقد عزمت ألا أفعل ذلك أبدًا، وكرهت ذلك الفعل، فقد كانت شهوة فقط، وليس مرضًا، وأحمد الله أنه كان مجرد تحرش؛ حتى لا تتغير ميولهما، ولكن أخاف أن تتغير، وألا يقبل الله توبتي، فهل من الممكن أن يؤثر ذلك فيهما؟ وأنا واثق من توبة الله علي، ولكني أخاف أن يتأثر الطفلان، فأحمل ذنبهما.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمت تبت إلى الله تعالى من هذه الأفعال القبيحة؛ فأبشر بقبول التوبة، وعفو الله عنك، ولا تلتفت لوساوس الشيطان، فالله سبحانه وتعالى يقبل التوبة، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. [الشورى:25].

والتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا تخف من العقوبة على هذه الذنوب في نفسك، أو أولادك؛ فالتائب لا يعاقب على ذنبه في الدنيا، ولا في الآخرة، قال ابن تيمية -رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا: إن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعًا، ولا قدرًا. انتهى.

فأعرض عن هذه الهواجس، وأقبل على ربك، واجتهد في طاعته، واشغل نفسك بما ينفعك في دِينك ودنياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني