الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حق الزوجة في الاستمتاع بجسد زوجها وإسماعها الكلام الجميل

السؤال

خطبتُ منذ سنة، وخلالها التزمتُ مع خطيبي بضوابط الخِطبة، ثم تزوجتُ منذ فترة، وخلالها لم أسمع كلمة واحدة فيها حب، أو إطراء، أو مداعبة بأي شكل خلال الجماع أو خارجه، وفقدت إحساسي بوجود رجل في حياتي، ولم أستمتع بالزواج مطلقًا، وحاليًّا معنا طفل، ولا يوجد مجال للانفصال، لكنني لا أطيق الجماع نهائيًّا، وأحسه كالاغتصاب؛ لأنه يرفض تمامًا التغيير، ويرفض أن يمتّعني معه، ويكتفي بقول: لا أعرف قول الكلام الحلو، وساعدته كثيرًا، وأرشدته إلى الطريق الذي يتعلّم منه، ورفض تمامًا مجرد المحاولة، وعندما يطلب الجماع أرفض أحيانًا بحجج مختلفة، ويقتنع بسبب الرفض، لكني لا أعلم هل هو غضبان أم لا؟ وهل أحاسب على رفضي؟ وما حسابه على رفضه إمتاعي، وعدم رغبته في المحاولة؟ ولا يسمح لي مطلقًا بمداعبته في أي جزء من جسده، فهل هذا حقه؟ وما الحل لهذا الوضع؟ أشعر أنني لم أتزوج أصلًا، وأحيانًا أدخل في نوبات بكاء شديدة على حالي هذا!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي للزوج أن يحسن معاملة زوجته، ويعمل على إشباع غريزتها العاطفية، فذلك من المعاشرة بالمعروف التي أمر الله عز وجل بها الأزواج في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، قال السعدي: على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى، وبذل الإحسان، وحسن المعاملة. اهـ.

وإذا كان الزوج لا يحسن ملاطفة زوجته بالكلام الحسن، والقول اللطيف؛ فليتكلف ذلك.

فإذا اجتهد فيه، وصبر، وصابر، أصبح سجية له وعادة.

فلا ينبغي أن يتعلل الزوج بكونه لا يحسن ذلك.

وفي المقابل على الزوجة أن تصبر، وتتحاور مع زوجها بالحسنى، ولا تيأس في سبيل إقناعه.

ولتكثر من الدعاء؛ فلعل الله تعالى يصلحه.

ولعل مما يمكن أن يعينك على الصبر على زوجك استشعارك لنعمة وجود هذا الطفل بينكما، نسأل الله تعالى أن ينشئه نشأة طيبة، وينبته نباتًا حسنًا، ويجعله قرة عين لكما.

ولا يجوز لك الامتناع عن الاستجابة لزوجك إذا دعاك للفراش؛ فقد ورد في السنة الوعيد الشديد في امتناع الزوجة عن ذلك لغير مسوّغ شرعي، كما بينا في الفتوى: 196129، والفتوى: 27221.

وقد بينا فيهما أن حزن الزوجة وتقصير زوجها في حقها، لا يسوغ لها الامتناع.

وإذا أقنعته كذبًا، كان الإثم أعظم؛ ففي هذا جمع بين إثم الكذب، وإثم هضم الحق.

ورفضه إمتاعك إن كنت قصدت به عدم الوطء، فهذا يمكن أن يأثم به الزوج، فيجب على الزوج أن يعفّ زوجته، فيطأها حسب رغبتها وقدرته، كما ذكر أهل العلم، ويمكنك مطالعة الفتوى: 29158.

وإن قصدت به ما ذكرت سابقًا من لطيف الكلام، فهذا يستحب له الإتيان به، ولا يجب، فهو نوع من حسن العشرة، كما سبق بيانه.

ولكل من الزوجين أن يستمتع بالآخر، كما قال تعالى: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ {البقرة:187}، ولكن ليس هذا بملزم للزوج؛ إذ لا نعلم دليلًا يوجب عليه ذلك.

والحل -كما أسلفنا- في الدعاء، والصبر، والحوار، والتفاهم بالحسنى، واستشعار الجوانب الإيجابية في حياتك مع زوجك.

واحرصي على ذكر الله تعالى؛ لتخففي على نفسك الضغوط؛ فعاقبتها سيئة، وبالذِّكْر تطمئن النفس، ويهدأ البال، كما قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني