الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخالفة الاستخارة وما انشرح الصدر إليه

السؤال

أنا من المتابعة جدًّا لفتاواكم -زادكم الله من علمه-.
صليت الاستخارة من أجل أمر ما، لكن ظروفي لا تسمح بالإقدام عليه، وبعدما صليتها أحسست بالانشراح، والثبات من أجل ذلك الأمر؛ حتى أنني أصبحت أُلِحُّ في الدعاء أكثر، لكنني عندما سألت أخبروني أن عدم الإقدام على الأمر يلغي مضمون الاستخارة. شكرًا لكم مسبقًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد استخرت الله تعالى في ذلك الأمر، ثم لم تقدري على فعله بسبب بعض الظروف ــ كما ذكرت ــ، وحيل بينك وبينه؛ فإن هذا هو الخير؛ لأن الله لم ييسره لك، ولا يعتمد الأمر في الاستخارة على مجرد ما ينشرح له الصدر، أو يضيق به، وإنما يفعل المستخير بعد الاستخارة ما يراه مناسبًا، وتيسرت له أسبابه، ويكون هو الخير له، قال المباركفوري في «مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح»: واختلف في ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة: فقيل: يفعل ما بدا له، ويختار أي جانب شاء من الفعل والترك، وإن لم ينشرح صدره لشيء منهما، فإن فيما يفعله يكون خيره ونفعه، فلا يوفق إلا لجانب الخير، وهذا لأنه ليس في الحديث أن الله ينشئ في قلب المستخير بعد الاستخارة انشراحًا لجانب، أو ميلًا إليه، كما أنه ليس فيه ذكر أن يرى المستخير رؤيا، أو يسمع صوتًا من هاتف، أو يلقى في روعه شيء، بل ربما لا يجد المستخير في نفسه انشراحًا بعد تكرار الاستخارة، وهذا يقوي أن الأمر ليس موقوفًا على الانشراح. اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني