الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في إنكار الذنب للستر على النفس

السؤال

أنا شابة في مقتبل العمر، وقد كنت على علاقة مع شاب على المواقع الافتراضية فقط، ثم تركته. فأراد فضحي بأني كنت على علاقة معه، فأنكرت ذلك كليا؛ فأخبرني أنه لن يسامحني على إنكاري أبدا، وسوف يطلب القصاص يوم الدين.
لقد تبت إلى الله كليا، وأنا نادمة كل الندم على ذلك.
فهل علي إثم يا شيخ؟ وإن كان كذلك. فهل علي طلب المعذرة والسماح من ذلك الشاب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أصبت بندمك على علاقتك بهذا الشاب، وقطعك لهذه العلاقة معه، وأحسنت بالتوبة إلى الله -تعالى- ونسأله سبحانه أن يتقبلها منك، ويرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

ونوصيك بسلوك السبل التي تعينك على أسباب الهداية، وتجنبك أسباب الغواية، ولمزيد الفائدة، راجعي الفتاوى: 12928، 1208، 10800.

وليس من حق هذا الشاب فضح أمر هذه العلاقة، ومن حقك الإنكار؛ لأن المسلم إذا عصى الله -عز وجل- وجب عليه مع التوبة، أن يستر على نفسه، وراجعي الفتوى: 182589.

والكذب إن تعين سبيلا لتحقيق مقصود صحيح، فلا حرج في المصير إليه، والأولى أن تستخدم في ذلك التورية ما أمكن، ولمزيد الفائدة، تراجع الفتوى: 48814.

ولم يكن منك ظلم له حتى يدعي أن له الحق في القصاص يوم القيامة، ولا يلزمك استسماحه وطلب العفو منه، بل أعرضي عنه تماماً، وتجاهلي أمره، وسلي الله -تعالى- العفو العافية، وأن يجنبك شره.

وعليك بهذا الدعاء، الذي رواه أبو داود عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي صلى عليه وسلم كان إذا خاف قوما، قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني