الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج على الفتاة في التريث لاختيار الزوج المناسب

السؤال

أنا فتاة ما زلت أدرس؛ لهذا أمتنع عن الزواج حتى إكمال الدراسة بعد عام، وأرفض من ليس لديه سكن خاص مستقل عن أهله، أو إذا كان من أقاربي. إني أخاف من زواج الأقارب، خاصة وأن عائلتنا كثيرة التدخل في الشؤون الخاصة، وبسبب صغير تحصل مشكلة، وإذا حدث شيء خاص ينشر لجميع لعائلة، وتصبح قصة، ورأيت هذا في خالي وزوجته التي هي بنت خالته؛ لهذا أريد تجنب مشاكل الزواج من الأقارب.
فهل أستطيع الامتناع حتى أجد من تتوفر فيه شروطي التي منها الخلق والدين طبعا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من أهم مقاصد الشرع من الزواج استقرار الحياة الزوجية، ودوام العشرة، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.

ولذلك من الأهمية بمكان إحسان الاختيار، وأساس ذلك الدين والخلق، ولا بأس بتحري العوامل المرغوبة الأخرى من نحو ما ذكرت من الاغتراب، وعدم الزواج من القريب خشية الشقاق، وكذلك المسكن المستقل عن أقارب الزوج، وقد جعله الشرع حقا للزوجة على زوجها، كما هو مبين في الفتوى: 66191.

فلا حرج عليك -إذن- في التريث حتى يتيسر لك من تبتغين من الأزواج، ولكن إن وجدت القريب صاحب الدين والخلق، ولم يتيسر الغريب مثلا، فاستخيري الله تعالى في الأمر، وما يختاره الله لك فهو الخير، فتأخير الزواج ورد الخطاب قد يكون له آثار سيئة، ويكون سببا للعنوسة، وإعراض الخطاب عن التقدم للخطبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني