الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلاف العلماء في الكحول المسكرة

السؤال

هل الكحول الميثيلي، وبروبالين الكحول، وسيتيلي الكحول، وسيتريل الكحول؛ مسكرة؟ وهل المقصود بالكحول المسكر الكحول الإثيلي، أو الإيثانول فقط؟ فلم أجد أي كريمات، أو مستحضرات طبية إلا وهذه الأنواع من مكوناتها، وهي موجودة في جميع علاجات الشعر والبشرة، وبعض الأغذية، كالمشروبات الغازية، وغيرها، فأرجو إفادتي برد صريح مفصل قاطع؛ لإنهاء حيرتي، ودفع الضرر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن تحديد ما يسكر من الكحول وما لا يسكر، ليس من اختصاص الشرعيين، بل من اختصاص الكيميائيين، وانظري الفتوى: 156733.

وعلى كل؛ فإن خلاصة ما نقرره هو: أن الكحول التي من شأنها الإسكار يرى جمع غفير من العلماء المعاصرين تكييفها على أنها خمر، فلا يجوز تناولها.

لكن إن كانت الكحول قد استحالت أثناء التصنيع إلى مادة أخرى غير مسكرة؛ فحينئذ يجوز استعمالها؛ بناء على رجحان القول بطهارة النجاسة بالاستحالة -وهذا هو الغالب على الكحول المضاف إلى الأطعمة، أن يستحيل إلى مادة أخرى-.

وكذلك إن كانت نسبة الكحول قليلة جدًّا، ولا يظهر أثرها المباشر في لون المستحضر، ولا طعمه، ولا ريحه؛ فحينئذ لا حرج في تناوله واستعماله.

مع تقرير أن هناك قولًا معتبرًا لجمع من المعاصرين بأن الكحول ليست خمرًا أصلًا، وإن أسكرت، وهذا القول فيه توسعة وتسهيل، ولا تثريب عليك في العمل به، وتقليد المفتين به؛ حتى تقطعي الحيرة والوسوسة من أصلها.

وراجعي الفتوى: 314302، والفتوى: 319819.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني